للتعميم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {وَلَهُ:} الواو: حرف عطف. (له): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {اِخْتِلافُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {اللَّيْلِ:}
مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. (النهار): معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{وَلَهُ اخْتِلافُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي تقريعي. الفاء: حرف استئناف. (لا): نافية. {تَعْقِلُونَ:} مضارع مرفوع... والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، أو هي معطوفة على جملة مقدرة قبلها.
الشرح:{بَلْ قالُوا} أي: كفار مكة. {مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ} أي: كذبوا كما كذب الأولون، وأنكروا البعث، والحساب، كما أنكر الأولون، وهم: قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وأمثالهم، ثم بيّن قولهم، وإنكارهم للبعث بالجملة التالية. هذا؛ ويقرأ:{أَإِذا}{أَإِنّا} بقراآت كثيرة جملتها تسع، وكلها سبعية، وهذا الكلام:{أَإِذا..}. إلخ قد تكرر هو أو ما يماثله في آيات كثيرة، أذكر الآية رقم [٤٩ و ٩٨] من سورة (الإسراء) وقولهم هذا تعجب منهم، واستبعاد للبعث بعد الموت، وفناء الجسد، وشاعرهم هو الذي يقول:[الوافر]
ألا من بلّغ الرحمن عنّي... بأني تارك شهر الصّيام
أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيا... وكيف حياة أصداء وهام؟!
أتترك أن تردّ الموت عنّي... وتحييني إذا بليت عظامي؟
فهو يقصد بابن كبشة: النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأبو كبشة هي كنية زوج حليمة مرضعته صلّى الله عليه وسلّم، فقد كانوا يطلقون عليه ذلك تحقيرا له صلّى الله عليه وسلّم، ولكنهم لم يتأملوا: أنهم كانوا قبل ذلك ترابا، فخلقهم الله، وأظهرهم إلى الوجود، وهم ظنوا: أن البعث، والإعادة يكونان في الدنيا، وهم لم يروا أحدا رجع إلى الدنيا ممن تقدمهم.
وانظر شرح {مِتَّ} في الآية رقم [٣٤] من سورة (الأنبياء).
الإعراب:{بَلْ:} حرف عطف انتقالي. {قالُوا:} ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق.
{مِثْلَ:} مفعول به، وساغ ذلك؛ لأنه متضمن كلاما كثيرا، فهو بمعنى الجملة، وقيل: هو صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: قالوا قولا مثل... إلخ، و {مِثْلَ} مضاف، و {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والعائد محذوف، التقدير: مثل الذي قاله الأولون. هذا؛ وإن اعتبرت {ما} مصدرية؛ فهي تؤول مع