للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوعها، وما أكثر ذلك! مثل الايات في أول سورة (الروم). قال الزمخشري: وهذه الاية من الايات البينة الشاهدة على صحة النبوة، وأن القرآن من عند الله؛ لأنها إنباء عن علم الغيب؛ الذي لا يعلمه إلا الله. هذا؛ ومثل هذه الاية قوله تعالى في سورة (ص) رقم [١١]: {جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ} فكلتا الايتين من المغيبات التي أخبر الله بها قبل وقوعها، وفيهما بشارة للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولأصحابه-ولا سيما المستضعفون منهم-بعزهم، ونصرهم، وقوة شوكتهم، وذل الكافرين، ودحرهم، وقد حقق الله وعده، ونصر المسلمين على الكافرين في غزوة بدر الكبرى، فيا لها من بشارة! ويا لها من تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه!.

{بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ:} موعد عذابهم الحقيقي، وما يحيق بهم في الدنيا من مقدماته، وطلائعه. {وَالسّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ} أي: أعظم داهية وأشد مرارة من القتل، والأسر يوم بدر. هذا؛ و {أَدْهى} من الداهية، وهي الأمر العظيم، يقال: دهاه أمر كذا؛ أي: أصابه دهوا، ودهيا، وقال ابن السكيت: دهته داهية دهواء، ودهياء.

الإعراب: {سَيُهْزَمُ:} (السين): حرف استقبال. (يهزم): مضارع مبني للمجهول. {الْجَمْعُ:}

نائب فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَيُوَلُّونَ:} الواو: حرف عطف. (يولون):

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله.

{الدُّبُرَ:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {بَلِ:} حرف عطف، وإضراب، {السّاعَةُ:} مبتدأ. {مَوْعِدُهُمْ:} خبر المبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{وَالسّاعَةُ:} (الواو): حرف عطف. (الساعة): مبتدأ. {أَدْهى:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَأَمَرُّ:} الواو: حرف عطف. (أمرّ): معطوف على ما قبله.

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩)}

الشرح: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} يعني: الكافرين. {فِي ضَلالٍ:} في بعد عن الحق. {وَسُعُرٍ} أي:

نار تسعر عليهم؛ أي: يحترقون بها، وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٢٤]: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ} أي: يوم يجرون على النار على وجوههم، تقول لهم الملائكة: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} أي:

عذاب سقر، ومسّها: ما يجدون من الألم عند الوقوع فيها، والخطاب يكون في سقر لمن كان يكذب بآيات الله في الدنيا، ولا ينقاد لأوامر رسول الله. هذا؛ و {سَقَرَ} إحدى دركات النار، وهي سبع، وهي منازل أهلها، والجنة درجات، فالدرك إلى أسفل، والدرج إلى أعلى، فالعليا

<<  <  ج: ص:  >  >>