للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير المنصوب، ويكون التقدير: وإذ اعتزلتموهم، وعبادتهم. {إِلاَّ:} أداة استثناء. {اللهَ:}

منصوب على الاستثناء، وهو على حذف مضاف؛ إذ التقدير: إلا عبادة الله، وعلى التقديرين فالاستثناء متصل على تقدير كونهم مشركين كأهل مكة، ومنقطع على تقدير تمحضهم في عبادة الأوثان، وعلى اعتبار (ما) نافية فإنه إخبار من الله تعالى عن الفتية بالتوحيد، وتكون الجملة معترضة بين إذ وجوابها. {فَأْوُوا:} الفاء: قال الفراء: واقعة في جواب (إذ)، كما تقول: إذ فعلت فافعل كذا. وقيل: دليل على جوابه، التقدير: إذا أردتم اعتزالهم فافعلوا ذلك بالالتجاء إلى الكهف. انتهى. وهذا يفيد أن (إذ) شرطية، مع أنها بدون (ما) لا تقع شرطية، بل تكون ظرفية، أو تعليلية، وقد نقل السيوطي في «همع الهوامع» أنه قول ضعيف لبعض النحاة، أو يقال: هو تسمّح؛ لأنه بمعناه. انتهى. جمل.

{فَأْوُوا:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، التقدير: وإذا فعلتم ما فعلتم من الاعتزال فأووا، وبعضهم يعتبرها حرف عطف، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، (اؤووا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {إِلَى الْكَهْفِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية لا محل لها حسب ما رأيت الكلام في الفاء المقترنة بها. {يَنْشُرْ:}

مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، وجزمه عند الجمهور بشرط مقدر. {لَكُمْ:} متعلقان به.

{رَبُّكُمْ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مِنْ رَحْمَتِهِ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة: {يَنْشُرْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها لم تقترن بالفاء. {وَيُهَيِّئْ:} معطوف على {يَنْشُرْ} مجزوم، والفاعل يعود إلى ربكم. {لَكُمْ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْ أَمْرِكُمْ:} متعلقان به أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {مِرْفَقاً،} كان صفة له... إلخ على مثال ما رأيت في الآية رقم [٩] {مِرْفَقاً:} مفعول به.

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَّزوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (١٧)}

الشرح: {وَتَرَى الشَّمْسَ..}. إلخ: قيل هنا ثلاث جمل محذوفة، تقديرها فأووا إلى الكهف، وناموا، وأجاب الله دعاءهم حيث قالوا: {رَبَّنا آتِنا..}. إلخ. والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أو لكل أحد، وليس المراد: أن من خوطب بهذا يرى هذا المعنى، ولكن العادة في المخاطبة تكون على هذا النحو، ومعناه أنك لو رأيتهم لرأيت الشمس. انتهى. جمل نقلا عن الخطيب. {تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ:} تتنحى وتميل، وقرئ: «(تزور)»، و «(تزّاور)»، و «(تزّوارّ)» وكلها بمعنى: الميل، والإعراب لا يتغير. {ذاتَ الْيَمِينِ:} جهة اليمين. {وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ:} تتركهم، وتدعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>