للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يشركه فيه أحد، وما يملكه الإنسان في هذه الدنيا الفانية؛ فإنما هو ملك له في الظاهر، قد منحه الله له؛ ليتمتع به على سبيل الوكالة، والأمانة. وويل ثم ويل لمن قصر في الوكالة، وخان في الأمانة! واللام مفيدة للملك الحقيقي؛ الذي هو اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور. {وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي: عالم بأعمال خلقه، لا تخفى عليه خافية. ففيه وعد للمؤمنين، ووعيد عظيم للكافرين، والظالمين، والفاجرين.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {نَقَمُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من واو الجماعة، أو من (المؤمنين) فلست مفندا. والرابط على الاعتبارين: الواو، والضمير. {إِلاّ:} أداة استثناء. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يُؤْمِنُوا:} فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و {أَنْ يُؤْمِنُوا} في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، أو هو في محل نصب مفعول لأجله، التقدير: لأجل إيمانهم. {بِاللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ:} بدلان من لفظ الجلالة؛ لأنهما اسمان، وليسا بصفتين.

{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة، أو هو في محل جر بدل ثالث من لفظ الجلالة، أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو الذي، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أعني الذي. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها، و {مُلْكُ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله. {وَاللهُ:} الواو: واو الحال.

(الله): مبتدأ. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍: {شَهِيدٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه.

{شَهِيدٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، وإعادة اللفظ الكريم. وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ} أي: حرقوهم بالنار، والعرب تقول: فتن فلان الدرهم: إذا أدخله الكور؛ لينظر جودته، ودينار مفتون؛ أي: مجود. ونظيره قوله تعالى في سورة (الذاريات) رقم [١٣]: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ} أي: يحرقون في النار، وهو من قولهم:

فتنت الذهب؛ أي: أحرقته، لتختبره، وأصل الفتنة: الامتحان، والاختبار. وهي بهذا المعنى كثيرة في القرآن الكريم. قال تعالى في سورة (الأنبياء) رقم [٣٥]: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>