هو العالم المفسّر الفقيه النحوي محمد علي طه الدّرة ولد بحمص عام (١٣٤٠ هـ- ١٩٢٣ م) وحفظ القرآن الكريم في الكتاتيب منذ الصغر، ثم انتسب إلى المعهد الشرعي التابع لجمعية العلماء بحمص، وبدأ بطلب العلم الشرعي عام ١٩٤٨ م.
*تتلمذ على يد عدد كبير من علماء بلدته، فقرأ النحو على الشيخ محمد جنيد رحمه الله، وعلى الشيخ وصفي المسدّي متع الله بحياته، كما لازم شيخ الشافعية في حمص الشيخ طاهر الرئيس رحمه الله، فقرأ عليه «المنهاج» وشروحه في الفقه الشافعي، بالإضافة إلى «إرشاد الساري شرح صحيح البخاري» للقسطلاني، كما تتلمذ على يد كل من الشيخ أبو السعود بسمار، والشيخ أحمد الكعكة، والشيخ محمود جنيد وغيرهم.
*عمل الشيخ إماما وخطيبا في عدد من مساجد حمص وريفها، وشمّر عن ساعد الجد والاجتهاد في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ثم مال إلى التأليف، فابتدأ ذلك ب «فتح القريب المجيب في إعراب شرح شواهد مغني اللبيب»، ثم تتالت مؤلفاته.
*وأما قصة إعرابه القرآن الكريم، فكانت عجبا، وذلك عند ما بدأ الشيخ بإعراب شواهد «مغني اللبيب»، كانت بين يديه طبعة للمغني بتحقيق العلاّمة المتفنن الأستاذ محيي الدين عبد الحميد رحمه الله، ولمّا صدرت الأجزاء الأولى من إعراب شواهد مغني اللبيب، أرسل نسخة من عمله للشيخ (محيي الدين) الذي بادر بالقول بعد قراءته: «إنّ من يعرب الشواهد النحوية عليه أن يعرب الشواهد القرآنية في الكتاب».
هذه الكلمة الصادقة فعلت فعلها في قلب الشيخ، ووضعته أمام إعراب القرآن الكريم بكامله، لأنّ ابن هشام رحمه الله يثبت من الآية موضع الاستشهاد فقط، ولن تستطيع أن توفّي هذا المقطع من الآية حقّه من الإعراب إلاّ إذا أتيت على إعراب الآية كاملة، وذلك لتعليق جار بمجرور، أو ظرف، أو عطف كلمة، أو غير ذلك، وهذا معناه إعراب معظم آيات الكتاب الكريم، فأثمرت تلك الكلمة همة متوقدة عند الشيخ الذي وضع نصب عينيه مشروع إعراب كامل للقرآن الكريم.