أكفرا بعد ردّ الموت عنّي... وبعد عطائك المئة الرّتاعا
ولعل تخصيص الأمرين: الإيمان بالله، والحض على إطعام المسكين بالذكر؛ لأن أقبح العقائد الكفر بالله، وأشنع الرذائل البخل، وقسوة القلب.
الإعراب:{إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى {مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ}. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«هو».
{بِاللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {الْعَظِيمِ:} صفة لفظ الجلالة، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {كانَ،} والجملة الفعلية هذه في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية هذه تعليلية، لا محل لها من الإعراب. {وَلا:}(الواو): حرف عطف. (لا): نافية، {يَحُضُّ:} فعل مضارع، والفاعل تقديره:«هو»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها. {عَلى طَعامِ:}
متعلقان بما قبلهما، و {طَعامِ} مضاف، و {الْمِسْكِينِ} مضاف إليه، من إضافة اسم المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: ولا يحض على طعامه، أي: إطعامه المسكين.
الشرح:{فَلَيْسَ لَهُ:} للذي أوتي كتابه بشماله. {الْيَوْمَ:} يوم القيامة. {هاهُنا:} عرصات القيامة. {حَمِيمٌ:} قريب. أي: ليس له قريب يرق له، ويدفع عنه. وهو مأخوذ من الحميم، وهو الماء الحار، كأنه الصديق الذي يرق له، ويحترق قلبه عليه. ولا يكون للكافر في الآخرة قريب، ولا صديق؛ لأن الأقرباء يتحاشونه، ويفرون منه. {وَلا طَعامٌ إِلاّ مِنْ غِسْلِينٍ:} فعلين من الغسل، فكأنه ينغسل من أبدانهم، وهو صديد أهل النار السائل من جروحهم، وفروجهم.
فإن قلت: ما التوفيق بين ما هنا، وبين قوله تعالى في محل آخر:{إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ،} وفي موضع آخر: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ،} وفي موضع آخر:{أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النّارَ؟} قلنا: لا منافاة؛ إذ يجوز أن يكون طعامهم جميع ذلك، أو أن العذاب أنواع، والمعذبين طبقات، فمنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع، ومنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة النار، ولكل باب منهم جزء مقسوم. انتهى. جمل نقلا من كرخي. {لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ:}
الكافرون أصحاب الخطايا.
الإعراب:{فَلَيْسَ:}(الفاء): حرف استئناف. (ليس): فعل ماض ناقص. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (ليس) مقدم. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بمحذوف حال من {حَمِيمٌ} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا. {هاهُنا:}(الهاء): حرف تنبيه. (هنا): اسم