الإعراب:{الْقارِعَةُ:} مبتدأ. {مَا:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{الْقارِعَةُ:} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {الْقارِعَةُ،} والجملة الاسمية مبتدأة، لا محل لها. {وَما:} الواو: حرف استئناف، أو حرف عطف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَدْراكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى (ما)، والكاف مفعوله الأول، والجملة الاسمية:{مَا الْقارِعَةُ} في محل نصب سدت مسد مفعول {أَدْراكَ} الثاني المعلق عن العمل بسبب الاستفهام. وقال زاده: في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني، والثالث ل:(أدرى)؛ لأنه بمعنى: أعلم، والجملة الفعلية:{أَدْراكَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (ما)، والجملة الاسمية لا محل لها على الوجهين المعتبرين بالواو.
الشرح:{يَوْمَ يَكُونُ النّاسُ..}. إلخ أي: ذلك يحدث عند ما يخرج الناس من قبورهم فزعين، كأنهم فراش متفرق منتشر هنا وهناك، يموج بعضهم في بعض من شدة الفزع، والحيرة.
قال الرازي: شبه تعالى الخلق وقت البعث هاهنا بالفراش المبثوث، وفي آية أخرى بالجراد المنتشر، أما وجه التشبيه بالفراش؛ فلأن الفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة، بل كل واحدة منها تذهب إلى غير جهة الأخرى، فدل على أنهم إذا بعثوا؛ فزعوا. وأما وجه التشبيه بالجراد فهو في الكثرة، يصبحون كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا، فكذلك الناس إذا بعثوا يموج بعضهم في بعض، كالجراد، والفراش، كقوله تعالى في سورة (الكهف) رقم [٩٩]: {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}.
قال قتادة-رحمه الله تعالى-: الفراش: الطير الذي يتساقط في النار، والسراج، الواحدة:
فراشة. وقال الفراء: إنه الهمج الطائر من بعوض، وغيره، ومنه: الجراد. ويقال: هو أطيش من فراشة. قال الشاعر:[الرجز]
طويّش من نفر أطياش... أطيش من طائرة الفراش
وقال جرير في هجاء الفرزدق:[الكامل]
إنّ الفرزدق ما علمت وقومه... مثل الفراش غشين نار المصطلي
وفي صحيح مسلم: عن جابر-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادب، والفراش يقعن فيها، وهو يذبّهنّ عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النّار، وأنتم تفلّتون من يدي». وفي الباب عن أبي هريرة-رضي الله عنه-. و {الْمَبْثُوثِ:}