قال: كيف لي به؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيث فقدته؛ فهو هناك، فقال لفتاه: إذا فقدت الحوت، فأخبرني، فذهبا يمشيان. انتهى. والآيات التالية تفصل وتبين ما جرى.
الإعراب:{وَإِذْ:} الواو: حرف استئناف. (إذ): ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو مفعول به لهذا المحذوف، وجملة:{قالَ مُوسى} في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {لِفَتاهُ:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء في محل جر بالإضافة. {لا:} نافية. {أَبْرَحُ:} مضارع ناقص، واسمه مستتر تقديره:«أنا»، والخبر محذوف، تقديره: أسير. انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {حَتّى:} حرف غاية وجر. {أَبْلُغَ:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد {حَتّى} والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب:{حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل «أسير» المقدر. {مَجْمَعَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الْبَحْرَيْنِ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، {أَوْ:} حرف عطف. {أَمْضِيَ:} معطوف على {أَبْلُغَ} منصوب مثله، والفاعل تقديره:«أنا». {حُقُباً:}
الشرح:{فَلَمّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما} أي: فلما وصل موسى، وفتاه مجمع البحرين. {نَسِيا حُوتَهُما:} كان النسيان من يوشع وحده، فنسب للاثنين على حد قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ} وإنما يخرج من الملح وحده، وإنما نسب إليهما للصحبة. {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ:} طريقه.
{فِي الْبَحْرِ سَرَباً} أي: مسلكا يسلكه. وقيل: المعنى: دخل فيه، واستتر، وأمسك الله عنه جري الماء، فصار عليه مثل الكوة.
قيل: كان عند الصخرة التي انتهى إليها موسى وفتاه عين ماء، تسمى: عين الحياة، لا تصيب شيئا إلا حيي، فلما أصاب الحوت المشوي روح الماء وبرده؛ اضطرب في المكتل، وهاج، ودخل البحر. وقيل: توضأ يوشع من عين الحياة، فانتضح الماء على الحوت، فعاش، ووثب.
ومثله مروي في البخاري عن ابن عباس، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لمّا): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى: حين عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {بَلَغا:} ماض مبني على الفتح، والألف فاعله. {مَجْمَعَ:}