للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معروف، فإن قدرت المصدر مجرورا بحرف جر محذوف، فيكون الجار والمجرور متعلقين بالفعل (أمرت) وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية: {إِنَّما أُمِرْتُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَلا}: الواو: حرف عطف. لا:

نافية. {أُشْرِكَ}: معطوف على ما قبله، منصوب مثله، والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {بِهِ}:

متعلقان بالفعل قبلهما. هذا؛ وقرئ الفعل {أُشْرِكَ} بالرفع، فتكون الجملة الفعلية مستأنفة، وهي في محل نصب مقول القول. {إِلَيْهِ}: متعلقان بما بعدهما. {أَدْعُوا}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، أو هي في محل نصب حال من فاعل {أَدْعُوا} المستتر، والرابط الضمير فقط.

(إليه): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَآبِ}: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، على الوجهين المعتبرين فيها، وهذه تقوي الحالية.

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اِتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧)}

الشرح: {وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ}: الضمير للقرآن. {حُكْماً عَرَبِيًّا}: وتقدير الكلام: كما أنزلنا الكتب على الرسل السابقين بلغاتهم ولسانهم أنزلنا عليك يا محمد القرآن عربيا بلسانك ولسان قومك، وإنما سمي القرآن حكما لأن فيه جميع التكاليف والأحكام وتبيين الحلال والحرام، والنقض والإبرام، وتوضيح النافع من الضار، وتمييز الحسن من القبيح، فلما كان القرآن سببا للحكم جعل نفس الحكم على سبيل المبالغة، وانظر الآية رقم [٢] من سورة (يوسف) عليه السّلام تجد ما يسرك.

{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما} أي: فيما يدعونك إليه من تقرير دينهم، والصلاة إلى قبلتهم بعد أن حولت عنها من بعد ما عرفت أنك على الحق وقبلتك الكعبة هي المفضلة على جميع الاتجاهات، وقيل: الداعي له هم المشركون، فقد دعوه إلى أشياء كثيرة فيها مجاملة، ومداهنة، وقد نهاه الله عن متابعة أهوائهم، وما في الآية إنما هو على سبيل الفرض والتقدير؛ لأن من المحال أن يتبع الرسول صلّى الله عليه وسلّم أهواء الزائغين من اليهود والنصارى والمشركين. {ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ} أي: ليس لك نصير ولا حافظ يمنعك من عذاب الله وعقابه، إن اتبعت أهواء الضالين المضلين، ففيه قطع لأطماعهم، وتهييج للمؤمنين على الثبات في دينهم، وانظر شرح الهوى في الآية رقم [٣٧] من سورة (إبراهيم) عليه السّلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>