للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَوُفِّيَتْ:} الواو: حرف عطف. {وَوُفِّيَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {كُلُّ:} نائب فاعله، وهو المفعول الأول. و {كُلُّ} مضاف، و {نَفْسٍ} مضاف إليه.

{ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {عَمِلَتْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {نَفْسٍ} والتاء للتأنيث، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو شيئا عملته، وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: عملها، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَهُوَ:} الواو:

واو الحال. (هو): مبتدأ. {أَعْلَمُ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {كُلُّ نَفْسٍ} والرابط: الواو، والضمير الذي ترى تقديره؛ لأن المعنى كل إنسان يوفى جزاء عمله.

{بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {أَعْلَمُ،} و (ما) تحتمل الوجوه الثلاثة المذكورة في سابقتها، فعلى الأولين: التقدير: أعلم بالذي، أو: بشيء يفعلونه. وعلى الثالث: التقدير: أعلم بفعلهم.

{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١)}

الشرح: {وَسِيقَ الَّذِينَ..}. إلخ: يخبر الله تعالى عن حال الأشقياء كيف يساقون إلى النار سوقا عنيفا، بزجر وتهديد ووعيد، كما قال تعالى في سورة (الطور): {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} أي: يدفعون إليها دفعا شديدا، وهم عطاش، كما قال تعالى في سورة (مريم): {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً} رقم [٨٦ و ٨٧] وهم في تلك الحال صم، بكم، عمي، كما قال جل ذكره: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً} رقم [٩٧] من سورة (الإسراء). هذا؛ والزمر: الجماعات، واحدتها: زمرة، كظلمة، وغرفة. وقال الأخفش، وأبو عبيدة: {زُمَراً} جماعات متفرقة بعضها إثر بعض، قال الشاعر: [الرمل]

وترى الناس إلى منزله... زمرا تنتابه بعد زمر

وقال آخر: [الرجز]

إنّ العفاة بالسّيوب قد غمر... حتّى احزألّت زمر بعد زمر

{حَتّى إِذا جاؤُها} أي: اقتربوا منها؛ ليدخلوا فيها؛ {فُتِحَتْ أَبْوابُها} أي: السبعة، وكانت مغلقة قبل ذلك، وهي التي يطلق عليها لقب: الدركات، بينما يطلق على الجنة، ومنازلها لقب:

<<  <  ج: ص:  >  >>