الإعراب:{وَوُفِّيَتْ:} الواو: حرف عطف. {وَوُفِّيَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {كُلُّ:} نائب فاعله، وهو المفعول الأول. و {كُلُّ} مضاف، و {نَفْسٍ} مضاف إليه.
{ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {عَمِلَتْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى:{نَفْسٍ} والتاء للتأنيث، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو شيئا عملته، وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: عملها، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَهُوَ:} الواو:
واو الحال. (هو): مبتدأ. {أَعْلَمُ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {كُلُّ نَفْسٍ} والرابط: الواو، والضمير الذي ترى تقديره؛ لأن المعنى كل إنسان يوفى جزاء عمله.
{بِما:} جار ومجرور متعلقان ب: {أَعْلَمُ،} و (ما) تحتمل الوجوه الثلاثة المذكورة في سابقتها، فعلى الأولين: التقدير: أعلم بالذي، أو: بشيء يفعلونه. وعلى الثالث: التقدير: أعلم بفعلهم.
الشرح:{وَسِيقَ الَّذِينَ..}. إلخ: يخبر الله تعالى عن حال الأشقياء كيف يساقون إلى النار سوقا عنيفا، بزجر وتهديد ووعيد، كما قال تعالى في سورة (الطور): {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} أي: يدفعون إليها دفعا شديدا، وهم عطاش، كما قال تعالى في سورة (مريم): {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً} رقم [٨٦ و ٨٧] وهم في تلك الحال صم، بكم، عمي، كما قال جل ذكره:{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً} رقم [٩٧] من سورة (الإسراء). هذا؛ والزمر: الجماعات، واحدتها: زمرة، كظلمة، وغرفة. وقال الأخفش، وأبو عبيدة:{زُمَراً} جماعات متفرقة بعضها إثر بعض، قال الشاعر:[الرمل]
وترى الناس إلى منزله... زمرا تنتابه بعد زمر
وقال آخر:[الرجز]
إنّ العفاة بالسّيوب قد غمر... حتّى احزألّت زمر بعد زمر
{حَتّى إِذا جاؤُها} أي: اقتربوا منها؛ ليدخلوا فيها؛ {فُتِحَتْ أَبْوابُها} أي: السبعة، وكانت مغلقة قبل ذلك، وهي التي يطلق عليها لقب: الدركات، بينما يطلق على الجنة، ومنازلها لقب: