الإعراب:(اتل): أمر مبني على حذف حرف العلة، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر فيه وجوبا، تقديره: أنت. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {نَبَأَ:}
مفعول به، وهو مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
{آتَيْناهُ:} فعل، وفاعل ومفعول به أول. {آياتِنا:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة:{وَاتْلُ..}. إلخ معطوفة على المقدر في {وَإِذْ أَخَذَ}. (انسلخ): ماض، والفاعل يعود إلى:{الَّذِي}. {مِنْها:} متعلقان به، وجملة:{فَانْسَلَخَ مِنْها} معطوفة على جملة الصلة، لا محل لها مثلها. {فَأَتْبَعَهُ:} ماض، والهاء مفعول به. {الشَّيْطانُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة أيضا على جملة الصلة. (كان): ماض ناقص، واسمها يعود إلى:{الَّذِي}. {مِنَ الْغاوِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان)، وجملة:{فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ} معطوفة أيضا على جملة الصلة، لا محل لها مثلها.
الشرح:{شِئْنا:} انظر شاء في الآية رقم [٨٩]. {لَرَفَعْناهُ بِها:} إلى منازل الأبرار من العلماء بسبب تلك الآيات، وذلك بالتوفيق للعمل بها. {وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} أي: سكن إلى الدنيا، ومال إليها، ورضي بها، وأصله من الخلود، وهو الدوام، والمقام، والأرض هنا عبارة عن الدنيا؛ لأن كل شيء فيها. {وَاتَّبَعَ هَواهُ:} في إيثار الدنيا ولذاتها على الآخرة، ونعيمها، فخسر دنياه وآخرته، ولا تنس أن مشيئة الله قد تعلقت بذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٧٢] ففيها الجواب الكافي، والدواء الشافي.
هذا؛ والهوى يقصر ويمد، والمراد بالأول: الحبّ، والعشق، والغرام، وهو أيضا محبة الإنسان للشيء، وغلبته على قلبه، وهو ما في الآية الكريمة، ومنه قوله تعالى {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى} أي نهاها عن شهواتها، وما تدعو إليه من معاصي الله تعالى، ويراد بالممدود ما بين السماء والأرض، وقد جاء الهوى بمعنى العشق ممدودا في الشعر، ومنه قول الشاعر:[الطويل]
وهان على أسماء إن شطّت النّوى... نحنّ إليها والهواء يتوق
وإليك هذين البيتين، فإنهما من النكت الحسان:[الكامل]
جمع الهواء مع الهوى في مهجتي... فتكاملت في أضلعي ناران