يجيزون زيادة «من» في الإثبات، والكلام:{وَلَقَدْ..}. إلخ مستأنف، لا محل له. {فَأَبى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {أَكْثَرُ:} فاعله، وهو مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه. {إِلاّ:} حرف حصر. {كُفُوراً:} مفعول به، والجملة:{فَأَبى..}. إلخ معطوفة على جملة:{وَلَقَدْ صَرَّفْنا..}. إلخ، لا محل لها مثلها.
الشرح: لمّا تبين إعجاز القرآن، فلم يقدر كفار قريش على معارضته بعد أن تحدّاهم الله بأن يأتوا بمثله، بل بعشر سور، بل بسورة واحدة من مثله، وانضم إليه معجزات أخر، كانشقاق القمر، ونحوه، وغلبوا، وقهروا أخذوا يتغالون باقتراح الآيات، والمعجزات، فطلبوا من الرسول صلّى الله عليه وسلّم ما ذكر الله في هذه الآيات ما تراه ظاهرا لا يحتاج إلى شرح وبيان، وذلك أنهم قالوا: يا محمد! إنك تعلم أنه ليس أحد أضيق بلادا، ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك، فيسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها الأنهار والينابيع كما في بلاد الشام، والعراق، وغيرهما، وطلبهم هذا تعنت.
{لَنْ نُؤْمِنَ:} لن نقر، ونعترف بنبوتك، ورسالتك. وانظر الإيمان في الآية رقم [٣٨] من سورة (النحل). {حَتّى تَفْجُرَ:} يقرأ الفعل بالتشديد، والتخفيف قراءتان سبعيتان. هذا؛ وفجر الماء: فتح له منفذا، أو طريقا، فجرى. {مِنَ الْأَرْضِ:} المراد: أرض مكة، وما جاورها. {يَنْبُوعاً:} عين لا ينضب ماؤها؛ أي: لا يغور، ولا يقل، والجمع: الينابيع. وانظر القول في الآية رقم [١٦].
الإعراب:{وَقالُوا:} الواو: حرف عطف. (قالوا): ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لَنْ:} حرف ناصب. {نُؤْمِنَ:} مضارع منصوب ب: {لَنْ،} والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {لَكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {حَتّى:} حرف غاية وجر. {تَفْجُرَ:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {لَنا:} متعلقان بما قبلهما. {مِنَ الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {يَنْبُوعاً} بعدهما، كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {يَنْبُوعاً:} مفعول به، و «أن» المضمرة والفعل {تَفْجُرَ} في تأويل مصدر في محل جر ب: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:{لَنْ نُؤْمِنَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.
الشرح: هذا الاقتراح الثاني الذي اقترحوه على النبي صلّى الله عليه وسلّم، هو أن يكون له بستان فيه من أنواع الأشجار شجر النخيل، والعنب، وعيون الماء، والأنهار جارية وسط هذا البستان، وهي