للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضا ومع تنافر النظم.

وأقوى من ذلك وأوجه أن يكون الجر والنصب على إضمار حرف القسم، وحذفه، والرفع على قولهم: أيمن الله، وأمانة الله، ويمين الله، ولعمرك، ويكون قوله: {إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ} جواب القسم. انتهى. قرطبي. بتصرف كبير. (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (رب): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة. وانظر ما ذكرته من أوجه في {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٥١] فهو مثله. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هؤُلاءِ:} اسم إشارة مبني على الكسرة في محل نصب اسم (إنّ)، والهاء للتنبيه حرف لا محلّ له. {قَوْمٌ:} خبر «إن». {لا:} نافية.

{يُؤْمِنُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة: {قَوْمٌ،} والكلام: {يا رَبِّ إِنَّ..}. إلخ في محل نصب مقول القول للمصدر، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، أو هي جواب له على اعتبار الواو حرف قسم، وجر، و (قيله) مقسم به.

{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)}

الشرح: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ:} فأعرض عن دعوتهم إلى الإيمان آيسا من إيمانهم، واتركهم وشأنهم. {وَقُلْ سَلامٌ:} هذا سلام متاركة، وتوديع، لا سلام تحيّة. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ:} عاقبة كفرهم، وعنادهم. وفيه تهديد، ووعيد لهم. وقيل: معناه: فسوف يعلمون: أنك صادق. قال مقاتل، وغيره: نسختها آية السيف. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَاصْفَحْ:} الفاء: حرف استئناف. (اصفح): فعل أمر، والفاعل مستتر تقديره:

«أنت». {عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها.

{وَقُلْ:} الواو: حرف عطف. (قل): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {سَلامٌ:} خبر مبتدأ محذوف، التقدير: أمري سلام. وقال الفراء: التقدير: سلام عليكم. وهذا مردود؛ لأنّ النهي قد أتى ألاّ يبدؤوا بالسلام، وأيضا ف‍: {سَلامٌ} نكرة، ولا يبدأ به هنا؛ لأنه لم يرد به الدعاء. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، {فَسَوْفَ:} الفاء حرف استئناف. (سوف): حرف تسويف واستقبال، وجملة: {يَعْلَمُونَ} مع المفعول المحذوف تعليلية، أو مستأنفة، لا محلّ لها. تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

بعون الله وتوفيقه انتهت سورة (الزخرف) شرحا وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>