للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدرع، وأخبر خالد أبا بكر بتلك الرؤيا، فأجاز أبو بكر-رضي الله عنه-وصيته. قال مالك بن أنس: لا أعلم وصية أجيزت بعد موت صاحبها إلا هذه. انتهى. خازن، وقرطبي بتصرف مني.

الإعراب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} مثل الاية السابقة بلا فارق. {أَصْواتَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {فَوْقَ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، و {فَوْقَ} مضاف، و {صَوْتِ:} مضاف إليه، و {صَوْتِ:} مضاف، و {النَّبِيِّ} مضاف إليه. {وَلا تَجْهَرُوا:} مثل سابقه في إعرابه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {لَهُ بِالْقَوْلِ:}

كلاهما متعلقان بالفعل قبلهما. {كَجَهْرِ:} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: جهرا كائنا كجهر... إلخ، وهذا ليس مذهب سيبويه، وإنما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم، وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأن حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه لا يجوز إلاّ في مواضع محصورة، وليس هذا منها، و (جهر): مضاف، و {بَعْضِكُمْ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والكاف في محل جر بالإضافة. {لِبَعْضٍ:} متعلقان بالمصدر قبلهما، والمصدر المؤول من:

{أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ} في محل جر بإضافته لمفعول لأجله محذوف عند البصريين، التقدير:

كراهية إحباط أعمالكم، وهو على تقدير: لئلا تحبط عند الكوفيين. قال الزمخشري: وفي متعلقه وجهان: أحدهما أن يتعلق بمعنى النهي، فيكون المعنى: انتهوا عمّا نهيتم عنه لحبوط أعمالكم؛ أي: لخشية حبوطها. والثاني أن يتعلق بنفس الفعل، ويكون المعنى: إنهم نهوا عن الفعل الذي فعلوه لأجل الحبوط. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الكاف الواقعة في محل جر بالإضافة، والرابط: الواو، والضمير.

{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ اِمْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ:} نزلت هذه الاية الكريمة في مدح المسلمين الذين أدبتهم الايتان السابقتان، وعلى رأسهم الصديق، والفاروق، وثابت بن قيس، كما رأيت فيما سبق. ومعنى غض الصوت: خفضه، وعدم الجهر به. {اِمْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى} أي: اختبرها، وأخلصها للتقوى، كما يمتحن الذهب بالنار؛ ليخرج خالصه. وحقيقته:

عاملها معاملة المختبر، فوجدها مخلصة. وقال عمر-رضي الله عنه-: أذهب عن قلوبهم الشهوات. والامتحان: افتعال من: محنت الأديم محنا؛ حتى أوسعته. قال أبو عمرو: كل شيء جهدته؛ فقد محنته، وأنشد: [الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>