للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لكن): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {جَعَلْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {نُوراً:}

مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {ما كُنْتَ..}. إلخ فهي في محل نصب حال مثلها. {نَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {مِنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: نهدي به الذي، أو: شخصا نشاؤه. {مِنْ عِبادِنا:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب المحذوف، و {مِنْ} بيان لما أبهم في الموصول، و (نا): في محل جر بالإضافة.

{وَإِنَّكَ:} الواو: واو الحال. (إنك): حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه. {لَتَهْدِي:}

اللام: هي المزحلقة. (تهدي): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، ومفعوله محذوف، التقدير: لتهدي الناس، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). {إِلى صِراطٍ:} متعلقان بما قبلهما. {مُسْتَقِيمٍ:} صفة: {صِراطٍ،} والجملة الاسمية: {وَإِنَّكَ..}. إلخ في محل نصب حال من فاعل: {تَدْرِي} المستتر، والرابط:

الواو، والضمير. وإن اعتبرتها مستأنفة فلست مفندا.

{صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)}

الشرح: {صِراطِ اللهِ:} هو الإسلام، رواه النواس بن سمعان عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. {الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ:} ملكا، وخلقا، وعبيدا. {أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ:} المراد بهذا المضارع الديمومة كقولك: زيد يعطي، ويمنع؛ أي: من شأنه ذلك، وليس المراد به حقيقة المستقبل؛ لأنّ الأمور منوطة به تعالى كل وقت، وهذا؛ وعد للمطيعين، ووعيد للمجرمين، فيجازي كلا منهم بما يستحقه من ثواب، وعقاب. انتهى. خطيب. وعبارة البيضاوي: {تَصِيرُ الْأُمُورُ} ترجع بارتفاع الوسائط، والمتعلقات. وفيه وعد ووعيد للمطيعين، والمجرمين. انتهى.

وفي الخازن: {تَصِيرُ الْأُمُورُ} أي: أمور الخلائق في الآخرة، فيثاب المحسن، ويعاقب المسيء. انتهى. وعلى هذا يكون المضارع على ظاهره.

فائدة:

قال سهل بن أبي الجعد: احترق مصحف، ولم يبق منه إلاّ قوله تعالى: {أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} وغرق مصحف، فانمحى كله إلاّ قوله تعالى: {أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} والله أعلم. انتهى. قرطبي.

الإعراب: {صِراطِ:} بدل مما قبله بدل المعرفة من النكرة. وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لفظ الجلالة. {اللهِ:} جار

<<  <  ج: ص:  >  >>