محذوف، التقدير: بأنه، وهذا الجار، والمجرور متعلقان ب:{حِسابُهُ،} وقال الزمخشري، وتبعه البيضاوي: إن المصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ، التقدير: فإنما حسابه عدم الفلاح، وهذا يعني: أنه خبر بعد خبر.
الشرح:{وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ:} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أمره ربه أن يتوجه إليه بخاتمة هذه السورة الكريمة بطلب المغفرة، والرحمة، وهما خير ما يسأل، ويطلب، ولم يأمره أن يتوجه إليه بطلب الدنيا وزينتها؛ لأنها لا بقاء لها، فقد روي: أن أول هذه السورة، وآخرها من كنوز الجنة، ومن عمل بثلاث آيات من أولها، واتعظ بأربع آيات من آخرها؛ فقد نجا وأفلح.
{وَأَنْتَ خَيْرُ الرّاحِمِينَ:} إنما كان ذلك كذلك؛ لأن رحمته-جلّت قدرته-إذا أدركت أحدا؛ أغنته عن رحمة غيره، ورحمة غيره لا تغنيه عن رحمته تعالى، فهذه الآية مسك الختام لهذه السورة الكريمة، والحمد لله ربّ العالمين.
الإعراب:{وَقُلْ:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (قل): أمر، وفاعله مستتر فيه. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، وانظر ما فيه من أوجه الإعراب في:{يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢٣]{اِغْفِرْ وَارْحَمْ:} فعلا دعاء مبنيان على السكون، وفاعلهما ضمير مستتر فيهما، ومفعولا هما محذوفان؛ إذ التقدير: اغفر لنا ذنوبنا، وارحمنا، والجملتان مع الجملة الندائية الجميع في محل نصب مقول القول. {وَأَنْتَ:} الواو: واو الحال. (أنت): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {خَيْرُ:} خبره، وهو مضاف، و {الرّاحِمِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل المستتر، والرابط: الواو، والضمير، وجملة:{وَقُلْ..}. إلخ معطوفة على جملة مقدرة قبلها، التقدير: احمد الله، واشكره، وقل... إلخ، أو هي مستأنفة، لا محل لها، وعلى التقدير الأول الكلام مستأنف، لا محل له.
تأمل، وتدبر وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
انتهت سورة المؤمنون شرحا وإعرابا بعونه تعالى وتوفيقه، والحمد لله رب العالمين.