الله، والجملة الاسمية مفسرة ل: نعمة أخرى. ويجوز عطفه على (أخرى) على اعتبارها مرفوعة، التقدير: ولكم نصر. كما أجيز اعتباره خبرا عنها على اعتبارها مبتدأ، كما قرئ بنصبه عطفا عليها، على تقدير الجلال المتقدم. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب: {نَصْرٌ،} أو بمحذوف صفة له. {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ:}
معطوف على ما قبله. {وَبَشِّرِ:}(الواو): حرف عطف. (بشر): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:
«أنت». {الْمُؤْمِنِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء، والجملة الفعلية معطوفة على كلام مقدر قبلها التقدير: قل: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم... وبشر المؤمنين، أو هي معطوفة على جملة:{تُؤْمِنُونَ..}. إلخ؛ لأنها بمعنى آمنوا... إلخ، كما رأيت فيما سبق.
الشرح:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} انظر الاية رقم [١٠]. {كُونُوا أَنْصارَ اللهِ} أي: كونوا أنصار دينه في جميع أحوالكم بأقوالكم، وأفعالكم، وأنفسكم، وأموالكم. {كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ} أي: مع الله. وقيل: المعنى: من معيني في الدعوة إلى الله عز وجل. هذا؛ والحواريون هم أتباع عيسى الذين بعثهم دعاة من قبله إلى جهات متفرقة.
هذا؛ وقال عبد الوهاب النجار-رحمه الله تعالى-: هم أصحاب المسيح عيسى ابن مريم، صلوات الله، وسلامه عليه، وخاصته الذين اختارهم؛ ليكونوا تلاميذه، وبادروا إلى الإيمان به، وتتلمذوا له، وتعلموا منه، وكانوا اثني عشر رجلا، وهذا اللفظ لم أعرفه عبرانيّا، وأما عربيّا فقد قال صاحب القاموس: وقد جاء إطلاق حواري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الزبير بن العوام، ويظهر: أن لفظ الأنصار في جانب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمنزلة الحواريين في جانب المسيح عليه السّلام، والأناجيل تعبر عنهم بلفظ: التلاميذ.
وإذا جاز لي هذا اللفظ، فإني أقول: إن معناه الإخوان في طلب العلم، من لفظ: حبور العبري، وهو: التلميذ، وجمعه: حبوريم، نطق به في العربية: حواري، وحواريين. وذكرت أسماء الحواريين في «متّى» في الإصحاح العاشر من إنجيله، وقد ذكر «برنابا» أسماء التلاميذ في الفصل الرابع عشر من إنجيله، وهذه أسماء التلاميذ الاثني عشر من إنجيله: