للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتعميم، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فأخبروني بخالقهما، والكلام في محل نصب مقول القول. {سَيَقُولُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والسين حرف استقبال. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو لله، ويقرأ بغير لام، فيكون التقدير: هو الله، والقراءة باللام هي قراءة الجمهور، وهو جواب ما فيه اللام، فهو مطابق للفظ، والمعنى، والقراءة بغير لام حملا على المعنى؛ لأن معنى {لِمَنِ الْأَرْضُ:}

من رب الأرض؟ فيكون الجواب: الله، أي: هو الله، والجملة الاسمية على القراءتين في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية مستأنفة في المعنى، وهي من مقول الله تعالى. {قُلْ:} أمر، وفاعله:

«أنت» وجملة: {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} في محل نصب مقول القول، وإعرابها مثل إعراب: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} في الآية رقم [٨٠] بلا فارق. وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧)}

الشرح: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ:} هو مثل الآية [٨٥]. {سَيَقُولُونَ لِلّهِ} ولا بد لهم من ذلك؛ لأن الواقع يضطرهم إلى الاعتراف بأن الله هو المالك لما في هذا الكون، وذلك بأدنى نظر، وأقل تأمل. {أَفَلا تَتَّقُونَ} أي: تخافون عقابه، فلا تشركوا به بعض مخلوقاته، ولا تنكروا قدرته على بعض مقدوراته. أو المعنى: أفلا تخافونه في جحودكم قدرته على البعث مع اعترافكم بقدرته على خلق هذه الأشياء. هذا؛ وانظر الكلام على {الْعَرْشِ} في الآية رقم [٢٢] من سورة (الأنبياء)، وانظر شرح (التقوى) في الآية رقم [١] من سورة (الحج). هذا؛ ويقرأ: {سَيَقُولُونَ لِلّهِ:} بغير لام فيه، وفيما بعده على ما يقتضيه لفظ السؤال، بخلافه فيما قبله فحذف اللام منه حملا على المعنى كما رأيت، والقراءة باللام موافقة للفظ والمعنى، والقراءة هنا وفيما بعده باللام حملا على المعنى؛ لأنك إذا قلت: من ربّ هذا؟ فمعناه لمن هذا؟ فيجاب لفلان كقول الشاعر: [الطويل]

إذا قيل من ربّ المزالف والقرى... وربّ الجياد الجرد قيل: لخالد

فالمزالف جمع: مزلفة، وهي المرحلة من الطريق، وهي أيضا القرية بين الريف، والبرج.

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره: «أنت». {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {رَبُّ:} خبره، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {السَّبْعِ:} صفة {السَّماواتِ}. {وَرَبُّ:} معطوف على

<<  <  ج: ص:  >  >>