للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعدائكم فاتقون، وينبغي أن تعلم: أن الآية مذكورة بجميع ألفاظها برقم [٩٢] من سورة (الأنبياء) مع إبدال {فَاعْبُدُونِ} هناك بقوله: {فَاتَّقُونِ} هنا، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَإِنَّ:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (إن): حرف مشبه بالفعل.

{هذِهِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم (إنّ) والهاء حرف تنبيه لا محل له.

{أُمَّتُكُمْ:} خبر (إنّ)، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية معطوفة على جملة:

(إني بما...) إلخ في الآية السابقة لا محل لها مثلها، أو هي مستأنفة، وبه قال أبو البقاء، وغيره، وهذا على كسر الهمزة. {أُمَّةً:} حال من {أُمَّتُكُمْ} والعامل اسم الإشارة. {واحِدَةً:}

صفة {أُمَّةً}. {وَأَنَا:} الواو: واو الحال. (أنا): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {رَبُّكُمْ:} خبر المبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط:

الواو، والضمير، وقد جاءت الحال من المضاف إليه، وانظر الآية رقم [٧٢] من سورة (الحج) أو هي مستأنفة، لا محل لها، وأجيز عطفها على الجملة الاسمية قبلها. {فَاتَّقُونِ:} الفاء: هي الفصيحة. (اتقون): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا، وواقعا؛ فاتقون. وهذا الكلام مستأنف لا محل له.

هذا؛ ويقرأ بفتح همزة (أنّ) مع التشديد، والإعراب كما سبق، ويقرأ بفتح الهمزة مع التخفيف على أن اسمها ضمير الشأن، وما بعدها مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية في محل رفع خبرها، وعلى القراءتين تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: هو مجرور بحرف جر محذوف، التقدير: لأن هذه... إلخ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {فَاتَّقُونِ}. الوجه الثاني:

أنه معطوف على ما قبله مع تقدير الباء؛ إذ التقدير: إني بما تعملون عليم، وبأن هذه. والثالث: أن في الكلام حذفا، التقدير: واعلموا: أن هذه... إلخ، وهذا معزوّ للفراء، والوجه الأول مغزوّ لسيبويه على حد قوله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ..}. إلخ انتهى. عكبري، وقرطبي بتصرف مني. هذا؛ وفي الآية قراآت، وأوجه إعراب، كما في آية سورة (الأنبياء) ينبغي ملاحظتها.

{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)}

الشرح: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ:} اختلف بنو آدم في الدين، فصاروا فرقا، وأحزابا، فمن موحد، ومن يهودي، ومن نصراني، ومن عابد صنم، ومن عابد شخص، حتى لعن بعضهم بعضا، وتبرأ بعضهم من بعض. ثم ذكر الله تعالى أن كلاّ منهم معجب برأيه، وضلالته. وهذا غاية الضلال. ومعنى {زُبُراً:} كتبا وضعوها، وضلالات افتروها. قاله ابن زيد، وقيل: إنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>