قد أنّث الويل في الآيتين المذكورتين، وأيضا في الآية رقم [٣١] سورة (المائدة) ورقم [٢٨] من سورة (الفرقان)، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فَاخْتَلَفَ:} الفاء: حرف استئناف. (اختلف): فعل ماض. {الْأَحْزابُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {مِنْ:} حرف جر صلة. {بَيْنِهِمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من: {الْأَحْزابُ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَوَيْلٌ:} الفاء: حرف استئناف. (ويل): مبتدأ سوغ الابتداء به، وهو نكرة الدعاء؛ لأنّه من المسوغات، سواء أكان له، أو عليه... إلخ. {لِلَّذِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة:{ظَلَمُوا} صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْ عَذابِ:} متعلقان بمحذوف صفة: (ويل) بعد الخبر، وهو جائز، ولا يجوز أن يتعلقا ب:(ويل) لأجل الفصل. انتهى. عكبري. وقال أبو السعود: متعلقان به على معنى: يولولون، ويضجون منه. والأول أولى. انتهى. من سورة (مريم). وقال الجمل هنا:
الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو حال؛ أي: حال كونه كائنا من عذاب يوم القيامة، لا من عذاب الدنيا. و {عَذابِ:} مضاف، و {يَوْمٍ} مضاف إليه. {أَلِيمٍ:} صفة:
{عَذابِ،} والجملة الاسمية: (ويل...) إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.
الشرح:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ} أي: ما ينتظرون، يعني: أهل مكة، أو ما ينتظر الأحزاب إلاّ إتيان الساعة، وهم ما كانوا منتظرين لذلك، ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر؛ شبهوا بالمنتظرين. {بَغْتَةً:} فجأة. {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي: وهم غافلون؛ لاشتغالهم بأمر دنياهم، كقوله تعالى في سورة (يس): {ما يَنْظُرُونَ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} هذا؛ والشعور: إدراك الشيء من وجه يدق، ويخفى، مشتق من الشعر لدقته، وسمي الشاعر شاعرا لفطنته، ودقة معرفته.
الإعراب:{هَلْ:} حرف استفهام معناه النفي. {يَنْظُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {إِلاَّ:} حرف حصر. {السّاعَةَ:} مفعول به. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {تَأْتِيَهُمْ:} فعل مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والهاء مفعول به، والفاعل يعود إلى:{السّاعَةَ،} و {أَنْ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل نصب بدل من: {السّاعَةَ} بدل اشتمال. {بَغْتَةً:} حال بمعنى: باغتة. هذا مذهب سيبويه، والجمهور، وذهب الأخفش، والمبرد إلى أنه منصوب على المصدرية، والعامل فيه محذوف، والتقدير: تبغتهم بغتة، فالجملة الفعلية عندهما هي الحال من فاعل:{تَأْتِيَهُمْ،} لا {بَغْتَةً} وذهب الكوفيون إلى أنه منصوب