على الرعد. {مِنْ خِيفَتِهِ}: متعلقان بمحذوف حال من (الملائكة) أيضا، أو بمحذوف مفعول لأجله، أي: هائبين من خيفته، وجملة:{وَيُسَبِّحُ..}. إلخ معطوفة على جملة:{يُرِيكُمُ..}.
إلخ فهي في محل رفع مثلها، والاستئناف ممكن بلا ضعف، وجملة:{وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ} معطوفة عليها. (يصيب): مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {بِها}: متعلقان به. {مِنْ}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: فيصيب الذي، أو شخصا يشاء إصابته، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {وَهُمْ}: الواو: واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة:{يُجادِلُونَ فِي اللهِ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية:(هم...) إلخ في محل نصب حال من {مِنْ} والرابط: الواو، والضمير، وعليه فيجب اعتبارها بمعنى الجمع ليتوافق صاحب الحال والرابط، واعتبارها مستأنفة لا بأس به، بل هو قوي، والجملة الاسمية:{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ} في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، والضمير فهي حال متداخلة من وجه، و {شَدِيدُ}: مضاف، و {الْمِحالِ}: مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ التقدير: شديد محاله.
الشرح:{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} أي: لله دعوة الصدق، قال علي-كرم الله وجهه-دعوة الحق:
التوحيد، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وقال البيضاوي:
الدعاء الحق، فإنه الذي يحق أن يعبد، أو يدعى إلى عبادته دون غيره، أو له الدعوة المجابة، فإن من دعاه أجابه، ويؤيده ما بعده. انتهى. وهو جيد. {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ} أي: والأصنام التي يدعونها آلهة من دون الله ويعبدونها. {لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} أي: لا يجيبونهم بشيء يريدونه من نفع أو دفع ضرر إن دعوهم.
{إِلاّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ} أي: إلا استجابة كائنة كاستجابة الماء لمن بسط كفيه يطلب إليه أن يبلغ فاه ويصل إليه ليشرب منه، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه، ولا بعطشه، فضلا عن إجابته، وكذلك الأصنام التي يعبدونها جمادات لا تحس بدعائهم، ولا تقدر على إجابتهم.
قال القرطبي: ضرب الله عز وجل الماء مثلا ليأسهم من الإجابة لدعائهم؛ لأن العرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض الماء باليد، قال:[الطويل]
فأصبحت فيما كان بيني وبينها... من الودّ مثل القابض الماء باليد