الإعراب:{وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {مَنَعَ:} ماض. {النّاسَ:} مفعول به. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {يُؤْمِنُوا:} مضارع منصوب ب: {أَنْ،} وعلامة نصبه حذف النون... إلخ، والواو، فاعله، والألف للتفريق، و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ثان، أو في محل جر بحرف جر محذوف، على الخلاف بين سيبويه، والخليل.
{إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل يؤمنوا، وعلقه الجمل بالفعل {مَنَعَ}. {جاءَهُمُ:} ماض، والهاء مفعول به. {الْهُدى:} فاعله مرفوع... إلخ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {وَيَسْتَغْفِرُوا:} معطوف على {يُؤْمِنُوا} منصوب مثله... إلخ. {رَبَّهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِلاّ:} حرف حصر، والمصدر المؤول، من:{أَنْ تَأْتِيَهُمْ} في محل رفع فاعل {مَنَعَ} وهنا يجب تقدير مضاف قبل المصدر المؤول؛ أي: انتظار إتيان العذاب. وانظر الشرح، {سُنَّةُ:} فاعل تأتي، وهو مضاف، و {الْأَوَّلِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {أَوْ يَأْتِيَهُمُ:}
معطوف على ما قبله منصوب مثله، والهاء مفعول به. {الْعَذابُ:} فاعل. {قُبُلاً:} حال من العذاب، أو من الضمير المنصوب. هذا؛ ويشبه هذه الآية في معناها وإعرابها الآيتان رقم [٥٩ و ٩٤] من سورة (الإسراء)، وجملة:{وَما مَنَعَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَمُنْذِرِينَ:} للكافرين، والعاصين، والمجرمين بالعقاب الشديد، والعذاب الأليم، في نار الجحيم. {وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ:} باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات، والسؤال عن قصة أصحاب الكهف، ونحوه تعنتا، ومنه قولهم للرسل:{ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا} و {وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً،} ونحو ذلك. {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ:} ليزيلوا بجدالهم الحق عن مقره، ويبطلوه، وأصل الدحض: الزلق، يقال: دحضت رجله؛ أي: زلقت، ودحضت حجته دحوضا: بطلت؛ لذا في الكلام استعارة بالفعل. {وَاتَّخَذُوا آياتِي} أي: القرآن المنزل على قلب محمد صلّى الله عليه وسلّم. {وَما أُنْذِرُوا:} من العقاب، والتهديد، والوعيد. {هُزُواً:} استهزاء وسخرية.
هذا؛ وهزوا مصدر هزأ يهزأ هزأ من باب فتح، ويأتي أيضا من باب تعب، والمصدر يأتي بضم الزاي وسكونها، وتخفيف الهمزة، فتقلب واوا، وقد قرئ بهما، وهما سبعيتان. هذا؛ والاستهزاء بالناس حرام قطعا، وآية الحجر الناهية عن السخرية والاستهزاء بالناس معروفة،