الشرح:{وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ} أي: وأهلكنا كثيرا من القرى، والمراد: أهلها، كما رأيت في الآية رقم [٦] هذا؛ والقصم: الكسر، والمراد به: الإهلاك كما رأيت. {كانَتْ ظالِمَةً} أي: كافرة، والمراد: ظلمات نفسها بالكفر، فكلّ من عصى الله ظلم نفسه التي بين جنبيه.
{وَأَنْشَأْنا..}. إلخ: أي: خلقنا، أو أبدلنا بأهلها الكافرين قوما مؤمنين موحدين، وهو كقوله تعالى في معرض التهديد:{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ}.
الإعراب:{وَكَمْ:} الواو: حرف استئناف. (كم): خبرية بمعنى: كثير مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. {قَصَمْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
{مِنْ:} حرف جر صلة. {قَرْيَةٍ:} تمييز منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {كانَتْ:} ماض ناقص، واسمها يعود إلى قرية، والتاء للتأنيث حرف لا محل له. {ظالِمَةً:} خبر {كانَتْ} والجملة الفعلية في محل جر صفة {قَرْيَةٍ}. (أنشأنا): فعل، وفاعل. {بَعْدَها:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، (ها): في محل جر بالإضافة. {قَوْماً:} مفعول به. {آخَرِينَ:} صفة {قَوْماً} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة {وَأَنْشَأْنا..}. إلخ معطوفة على جملة (كم قصمنا...) إلخ لا محل لها.
الشرح:{فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا:} فلما رأوا شدة عذابنا، أو المراد: مقدمة العذاب، وبوادره.
وواو الجماعة عائدة إلى أهل القرية. {إِذا هُمْ مِنْها} أي: من القرية. {يَرْكُضُونَ} أي: خرجوا هاربين، فارين، والركض: العدو بشدة، وهو تحريك الرجل بشدة، ومنه قوله تعالى لأيوب عليه السّلام:
{اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ..}. إلخ، وركضت الفرس برجلي: استحثثته ليعدو. هذا؛ والبأس: الشجاعة، والقوة، والخوف، وشدة الحرب، والمراد به هنا: العذاب، كما رأيت، ومؤنثه: البأساء بالمد، وما أشبه ما تضمنته الآيتان هنا بما تضمنته الآيات [٦٤ و ٦٥ و ٦٦] من سورة (المؤمنون).
الإعراب:{فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لمّا): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى حين عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {أَحَسُّوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {بَأْسَنا:} مفعول به، و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا؛ لأنها تكون ابتدائية. {إِذا:} فجائية واقعة في جواب (لمّا) وانظر