متعلقان ب {عَذابٌ} أو بمحذوف صفة له. {الدُّنْيا}: صفة الحياة مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية:{لَهُمْ عَذابٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
{وَلَعَذابُ}: الواو: حرف عطف. اللام: لام الابتداء. (عذاب): مبتدأ، وهو مضاف، و {الْآخِرَةِ}: مضاف إليه. {أَشَقُّ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {وَما}: الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {لَهُمْ}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
{مِنَ اللهِ}: متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو بالخبر المحذوف نفسه، أو هما متعلقان ب {واقٍ} لأنه اسم فاعل. {واقٍ}: مبتدأ مؤخر مجرور لفظا، مرفوع محلاّ، و {مِنَ} حرف جر صلة، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.
الشرح:{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} أي: صفة الجنة التي هي مثل في الغرابة، ووقوع المثل بمعنى الصفة موجود في قوله تعالى:{ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} وأنكر أبو علي الفارسي وقوع المثل بمعنى الصفة، وقال: إنما معناه الشبه، ألا تراه يجري مجراه في مواضعه ومتصرفاته، كقولك: مررت برجل مثلك، كما تقول: مررت برجل شبهك، وقال الفراء: المثل مقحم للتوكيد. {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} أي: من تحت قصورها وأشجارها، وفي بعض الآيات {مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ} أي: بين أيديهم ينظرون إليها من أعالي أسرتهم وقصورهم، وهذا أحسن في السرور والنزهة والفرجة، وانظر:{جَنّاتُ عَدْنٍ} في الآية رقم [٢٣] وانظر شرح الأنهار في الآية رقم [٣].
{أُكُلُها دائِمٌ}: لا ينقطع ثمرها، كما جاء في أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم، إذا أخذت ثمرة عادت مكانها أخرى. {وَظِلُّها} أي: دائم لا ينسخ كما ينسخ في الدنيا بالشمس؛ لأنه لا يوجد في الجنة شمس ولا قمر، ولا ظلمة. {تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا} أي: الجنة الموصوفة مآل المتقين، ومقرهم، ومصيرهم. {وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النّارُ}: مآل الكافرين، والمجرمين النار وبئس القرار، وانظر شرح {عُقْبَى الدّارِ} في الآية رقم [٢٤]. وفي ذكر (عقبى الفريقين): إطماع للمتقين.
وتيئيس للكافرين من رحمة الله تعالى، وقد ذكرت المقابلة بين الإيمان والكفر، وبين المؤمنين والكافرين، وبين الطاعة والمعصية في الآية رقم [٢٣] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.