للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٢]: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها،} وقال في سورة (السجدة) رقم [١١]: {قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}. وقال تعالى في سورة (الأنفال) رقم [٥٠]: {وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ،} وقال في سورة (الأنعام) رقم [٦١]: {حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا}. والجمع بين هذه الآيات: أن الموفي في الحقيقة هو الله تعالى، فإذا حضر أجل العبد أمر الله ملك الموت بقبض روحه، ولملك الموت أعوان من الملائكة، يأمرهم بنزع روح ذلك العبد من جسده، فإذا وصلت إلى الحلقوم؛ تولى قبضها ملك الموت بنفسه. انتهى. خازن في غير هذا الموضع.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ:} القوي القاهر الغالب المنتقم ممن عصاه؛ الذي لا يعجزه من أساء العمل.

{الْغَفُورُ:} لمن تاب إليه، ورجع عن إساءته، والذي لا ييأس منه أهل الإساءة والزلل. وهما صيغتا مبالغة.

الإعراب: {الَّذِي:} بدل مما قبله، أو هو خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو الذي، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أعني الذي. {خَلَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الذي، وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {الْمَوْتَ:} مفعول به. (الحياة):

معطوف على ما قبله. {لِيَبْلُوَكُمْ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى {الَّذِي خَلَقَ،} والكاف مفعول به، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {خَلَقَ}. وقال الفراء، والزجاج: متعلقان بفعل محذوف، كما تقول: بلوتكم؛ لأنظر: أيكم أطوع؟ والمعنى هنا: ليبلوكم، فيعلم، أو فينظر أيكم أحسن عملا. {أَيُّكُمْ:} اسم استفهام مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة. {أَحْسَنُ:} خبر المبتدأ. {عَمَلاً:} تمييز، والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ثان للفعل (يبلو) المعلق عن العمل بسبب الاستفهام. هذا؛ وأجيز اعتبار (أيكم) اسم موصول بمعنى «الذي» و {أَحْسَنُ} خبر مبتدأ محذوف، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية هذه صلة له، ويكون هذا الموصول في محل نصب بدلا من مفعول {لِيَبْلُوَكُمْ} تقديره: ليبلو الذي هو أحسن. وعليه: فالضمة للبناء، والمعتمد الأول.

{وَهُوَ:} (الواو): واو الحال. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْعَزِيزُ:}

خبر أول. {الْغَفُورُ:} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل المستتر العائد على الموصول، والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣)}

الشرح: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً:} يعني: طبقا على طبق، بعضها فوق بعض، كل سماء مقبية على الأخرى، وسماء الدنيا كالقبة على الأرض. قال كعب الأخبار: سماء الدنيا: موج

<<  <  ج: ص:  >  >>