المعجزات، إن لم يهده الله عز وجل، وذلك لأن الآيات الباهرة التي ظهرت على يد الرسول صلّى الله عليه وسلّم بلغت في الكثرة، وقوة الدلالة إلى حالة يستحيل فيها أن تصير مشتبهة على العاقل، فطلب آيات أخرى بعد ذلك لا يفيد شيئا.
{وَيَهْدِي إِلَيْهِ} أي: إلى الحق، أو إلى الإسلام، أو إلى الله. {مَنْ أَنابَ}: رجع إليه، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
هذا؛ ومصدر الفعل {يُضِلُّ} الإضلال، وهو: خلق فعل الضلال في العبد، والهداية: خلق فعل الاهتداء في العبد، هذا هو الحقيقة عند أهل السنّة، وقد يعترض بعض الناس على خلق فعل الضلال في العبد، فيقول: إذا لا مؤاخذة على العبد، فكيف يعذبه الله؟ والجواب: أن معنى خلق الضلال... إلخ: تقدير ضلاله، وهذا التقدير مبني على علم الله الأزلي بأن هذا العبد لو ترك وشأنه، لم يختر سوى الكفر والضلال، ولذا قدره الله عليه، هذا بالإضافة إلى اختياره الضلال، بعد أن بين الله لكل واحد الخير والشر، والحسن والقبيح، كما قال الله عز وجل:
{وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر.
الإعراب:{وَيَقُولُ}: الواو: حرف استئناف. (يقول): مضارع. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها. {لَوْلا}: حرف تحضيض. {أُنْزِلَ}: ماض مبني للمجهول. {عَلَيْهِ}: متعلقان به.
{آيَةٌ}: نائب فاعل. {مِنْ رَبِّهِ..}.: متعلقان بمحذوف صفة: {آيَةٌ،} والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{لَوْلا أُنْزِلَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:(يقول...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {قُلْ}: أمر، وفاعله مستتر، تقديره:«أنت». {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {اللهَ}: اسمها. {يُضِلُّ}: فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}. {مِنْ}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: يضل الذي، أو شخصا يشاء الله إضلاله، وجملة:{يُضِلُّ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية:{إِنَّ اللهَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وجملة:{وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، وإعرابها ظاهر إن شاء الله تعالى.
الشرح:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ}: أنسا به، واعتمادا عليه، ورجاء منه تعالى، أو بذكر رحمته، بعد القلق من خشيته، أو بذكر دلائله، الدالة على وجوده ووحدانيته، أو بكلامه، يعني: القرآن الذي هو أقوى المعجزات. انتهى. بيضاوي. وقيل: تطمئن بوعده، أو تطمئن بذكر