(لا): نافية. {يُسْئَلُ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {عَنْ ذُنُوبِهِمُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والمفعول الأول نائب الفاعل، وهو قوله {الْمُجْرِمُونَ،} والجملة الفعلية لا محل لها على الوجهين المعتبرين في الواو.
الشرح:{فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ:} قيل: خرج هو، وحاشيته، وهم سبعون ألفا، عليهم الثياب الحمر، والصفر، والمعصفرات، وكان ذلك أول يوم رؤي فيه المعصفر. وقيل: خرج يوم السبت على بغلة شهباء عليها الأرجوان، وعليها سرج من ذهب، ومعه أربعة آلاف من حاشيته على زيه. وقيل: عليهم، وعلى خيولهم الديباج الأحمر، وعن يمينه ثلاثمائة غلام، وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض، عليهن الحلي، والديباج، والجميع على البغال الشهب.
{قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا:} قيل: كانوا مسلمين، وإنما تمنوا ذلك على سبيل الرغبة في اليسار على عادة البشر. وقيل: هو من قول أقوام لم يؤمنوا بالآخرة، ولا رغبوا فيها، وهم الكفار. ولا وجه له؛ لأن بني إسرائيل كانوا جميعا مؤمنين موحدين في عهد موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.
{يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ:} قالوا ذلك غبطة، والغابط: هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه، كما في هذه الآية. وهذا لا بأس به، ولا يضر بالدين. أما الحاسد فهو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه، وقد نهى الله عنه بقوله:{وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ} وهذا مذموم، ضار بالدين، يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب. قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: هل يضر الغبط؟ فقال:«لا إلا كما يضر العضاه الخبط». هذا؛ والتمني: طلب ما لا طمع فيه كقول أبي العتاهية: [الوافر] ألا ليت الشباب يعود يوما... فأخبره بما فعل المشيب
أو ما فيه عسر، كقول المعدم الآيس: ليت لي قنطارا من الذهب. هذا؛ والترجي طلب المحبوب المتوقع حصوله، كقولك: لعل زيدا هالك.
{إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} أي: صاحب حظ، والحظ: الجد، وهو البخت، والدولة، وصفوه بأنه رجل مجدود مبخوت، يقال: فلان ذو حظ، وحظيظ، ومحظوظ، وما الدنيا إلا أحاظ، وجدود. هذا؛ والحظ ضد النحس، وعليه قول أبي العلاء المعري:[الكامل] لا تطلبن بغير حظ رتبة... قلم الأديب بغير حظ مغزل