للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {هُوَ:} مبتدأ. {إِلاّ:} حرف حصر.

{رَجُلٌ:} خبر المبتدأ. {اِفْتَرى:} ماض، والفاعل يعود إلى {رَجُلٌ}. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {كَذِباً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا... إلخ. {كَذِباً:} مفعول به، وجملة: {اِفْتَرى..}. إلخ في محل صفة {رَجُلٌ}. هذا؛ وإعراب: {وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ} مثل إعراب {وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بلا فارق، والجار والمجرور {اللهِ} متعلقان ب‍: (مؤمنين)، والجملة الاسمية هنا في محل نصب حال من {رَجُلٌ،} والرابط:

الواو، والضمير. وساغ مجيء الحال من النكرة؛ لأنها تخصصت بالوصف، ولا تنس: أن الكلام كله في الآية من مقول الملأ في الآية رقم [٣٣].

{قالَ رَبِّ اُنْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٣٩) قالَ عَمّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (٤٠) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ (٤١)}

الشرح: قال: أي: هود أو صالح-عليهما السّلام-كما رأيت في الآية رقم [٣١] {رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ:} شرح هذه الجملة مثل الآية رقم [٢٦] مع معرفة الفرق بين القائلين الداعيين.

{قالَ} أي: الله مجيبا دعوة الرسول الداعي على قومه بالهلاك، والنصرة له عليهم. {عَمّا قَلِيلٍ} أي: بعد زمن قليل. {لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ:} على كفرهم، وتكذيبهم، وعدم إيمانهم، وذلك إذا عاينوا مقدمات العذاب الأليم، والعقاب الشديد. {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ:} صاح بهم جبريل عليه السّلام صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله تعالى بها، فماتوا عن آخرهم، ومعنى {بِالْحَقِّ} بالعدل من الله حيث استحقوا ذلك العذاب بكفرهم، وعنادهم، يقال: فلان يقضي بالحق، أي: بالعدل، والإنصاف.

{فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً} أي: هلكى هامدين، كغثاء السيل، وهو ما يحمله من بالي الشجر، والحشيش، والقصب مما يبس، وتفتت. ومثله الجفاء، ويجمع على: أغثية، كغراب، وأغربة، وعلى: غثيان، كغراب، وغربان، وخذ ما يلي: عن ثوبان-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل:

أمن قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟! قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السّيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن». قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: «حبّ الدّنيا وكراهية الموت». رواه أبو داود، وأحمد، وغيرهما.

{فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ} أي: هلاكا لهم، يقال: بعد فلان بكسر العين بعدا بضم فسكون، وبعدا بفتحتين: إذا بعد بعدا بعيدا بحيث لا يرجى عوده، ثم استعير للهلاك، وخص بدعاء السوء. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>