للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع المتعلق صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها. {كانَ}: حرف مشبه بالفعل. {لَهُمْ}: متعلقان بمحذوف خبر أن تقدم على اسمها. {قَدَمَ}: اسمها مؤخر، و {قَدَمَ}: مضاف، و {صِدْقٍ}: مضاف إليه، من إضافة الموصوف إلى الصفة {عِنْدَ}: ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة: {قَدَمَ صِدْقٍ،} و {عِنْدَ}:

مضاف، و {رَبِّهِمْ}: مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، و {كانَ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (بشر).

التقدير: بشر... إلخ، بكونهم لهم قدم... إلخ. {قالَ}: ماض. {الْكافِرُونَ}: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد؛ {كانَ}: حرف مشبه بالفعل. {هذا}: الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم {كانَ}. {لَساحِرٌ}: اللام: هي المزحلقة. (ساحر):

خبر {كانَ}. {مُبِينٌ..}.: صفته، والجملة الاسمية: {إِنَّ هذا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر. وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣)}

الشرح: {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}: خصهما بالذكر؛ لأنهما أعظم المخلوقات، فيما يرى العباد، وجمع السموات دون الأرض، وهي مثلهن؛ لأن طبقاتها مختلفة بالذات، متفاوتة بالصفات، والآثار والحركات، وقدمها لشرفها وعلو مكانها، وتقدم وجودها؛ ولأنها متعبد الملائكة، ولم يقع فيها معصية كما في الأرض، وانظر {خَلَقَ} في الآية رقم [٥]. {فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ}: انظر الآية رقم [٥٤] (الأعراف)، ففيها الكفاية، وانظر {ثُمَّ} في الآية رقم [١٠٣] منها. {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}: يقضيه ويقدره وحده، لا يشركه في تدبير خلقه أحد، وقيل: معناه أنه سبحانه وتعالى، يدبر أحوال الخلق، وأحوال ملكوت السموات والأرض، فلا يحدث حدث في العالم العلوي، ولا في العالم السفلي إلا بإرادته وتدبيره وقضائه وحكمته.

{ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} أي: لا يشفع عنده شافع يوم القيامة، إلا من بعد أن يأذن الله له في الشفاعة، وانظر آية الكرسي، وانظر الشفاعة في الآية رقم [٥٣] (الأعراف). {ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ} أي: الموصوف بتلك الصفات المقتضية للألوهية والربوبية لا يشركه أحد في شيء من ذلك. {فَاعْبُدُوهُ}: وحدوه، وانظر العبادة في الآية رقم [١١٢]، التوبة، {تَذَكَّرُونَ}: تتفكرون أدنى تفكر، فينبهكم على أنه المستحق للربوبية والعبادة، لا ما تعبدونه من الأوثان وغيرها،

<<  <  ج: ص:  >  >>