للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبقون مدة، فيؤمن بعضهم، ويولد لهم من يؤمن. {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النّارِ} أي: سواء قتلوا، أو لم يقتلوا؛ فلهم عذاب جهنم المؤبد، الذي لا يخرجون منه. وهذا إن ماتوا على كفرهم.

قال الإمام الفخر الرازي: الجلاء أخص من الخروج؛ لأنه لا يكون إلا للجماعة، والإخراج يكون للجماعة، والواحد. وقال بعضهم: الجلاء ما كان مع الأهل والولد، والإخراج لا يتقيد بذلك. وفي المختار: الجلاء بالمد والفتح: الأمر الجلي، تقول منه: جلا الخبر، يجلو جلاء: وضح. والجلاء أيضا: الخروج من البلد، والإخراج أيضا، وقد جلوا عن أوطانهم، وجلاهم غيرهم يتعدى، ويلزم. انتهى. جمل. هذا؛ وخذ قول سحيم بن وثيل الرياحي، وهو الشاهد رقم [٢٨٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». [الوافر] أنا ابن جلا وطلاع الثّنايا... متى أضع العمامة تعرفوني

الإعراب: {وَلَوْلا:} (الواو): حرف استئناف. (لولا): حرف امتناع لوجود. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {كَتَبَ:} فعل ماض في محل نصب ب‍: {أَنْ}. {اللهُ:} فاعله. {عَلَيْهِمُ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْجَلاءَ:} مفعول به، و {أَنْ} والفعل {كَتَبَ} في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف؛ أي: ولولا الكتب موجود. والأولى: ولولا كتب الجلاء عليهم موجود. {لَعَذَّبَهُمْ:} اللام: واقعة في جواب (لولا). (عذبهم): فعل ماض، والهاء في محل نصب مفعول به، والفاعل يعود إلى الله، والجملة الفعلية جواب (لولا) لا محل لها، و (لولا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {وَلَهُمْ:} الواو: حرف استئناف. (لهم):

جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِي الْآخِرَةِ:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {عَذابُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٤)}

الشرح: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ} أي: ذلك الجلاء، والعذاب بسبب: أنهم خالفوا الله، وعادوه، وعصوا أمره، وارتكبوا ما ارتكبوا من جرائم، ونقض للعهود في حق رسوله. {وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ:} هذا وعيد، وتهديد، وفحواه: أن ما وقع بهم في الدنيا من الطرد، والإخراج من المدينة المنورة شيء قليل بجانب ما أعد الله لهم في الاخرة من العذاب الأليم، والعقاب الشديد. هذا؛ و {يُشَاقِّ} هنا بالإدغام. وفي سورة (الأنفال) رقم [١٣] بالفك، وقرئ هنا بالفك، وفي (الأنفال) بالإدغام أيضا، ففي الايتين قراءتان: الفك، والإدغام. ولم أر من تعرض للفرق بينهما، ولا أرى سوى: أنهما قراءتان، والقراءة توقيفية، والقواعد النحوية تجيز في المضارع المضعف المجزوم بجازم الفك، والإدغام. هذا؛ وللشقاق معنيان: أحدهما: الخلاف

<<  <  ج: ص:  >  >>