للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة التّين

بسم الله الرّحمن الرّحيم

سورة (التين) مكية في قول الأكثر. وقال ابن عباس وقتادة: هي مدنية، وهي ثمان آيات، وأربع وثلاثون كلمة، ومئة وخمسة أحرف. انتهى. خازن.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣)}

الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-وكثير من المفسرين: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت. قيل: إنما خص التين بالقسم؛ لأنه فاكهة مخلصة من شوائب التنغيص، وفيه غذاء، ويشبه فواكه الجنة، لكونه بلا عجم. ومن خواصه: أنه طعام لطيف، سريع الهضم، لا يمكث في المعدة، يخرج بطريق الرشح، ويلين الطبيعة، ويقلل البلغم. وأما الزيتون، فإنه من شجرة مباركة، فيه إدام، ودهن، يؤكل، ويستصبح به، وشجرته في أغلب البلاد، ولا يحتاج إلى خدمة، وتربية، وينبت في الجبال التي ليست فيها دهنية، ويمكث في الأرض ألوفا من السنين، فلما كان فيهما من المنافع، والمصالح الدالة على قدرة خالقهما؛ لا جرم أقسم الله بهما. انتهى. خازن.

هذا؛ وقال تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [٢٠]: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} وقال أبو ذر-رضي الله عنه-: أهدي للنبي صلّى الله عليه وسلّم سلّ من تين، فقال: «كلوا».

وأكل منه، ثم قال: «لو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة؛ لقلت هذه؛ لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس». وعن معاذ-رضي الله عنه-: أنه استاك بقضيب زيتون، وقال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة، يطيّب الفم، ويذهب بالحفر، وهي سواكي، وسواك الأنبياء من قبلي». انتهى. قرطبي.

وقيل: هما جبلان، فالتين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس، واسمهما بالسريانية: طورتينا، وطور زيتا؛ لأنهما ينبتان التين، والزيتون. وقيل: هما مسجدان، ف‍: (التين) مسجد دمشق، و (الزيتون) مسجد بيت المقدس، وإنما حسن القسم بهما؛ لأنهما موضع طاعة. وقيل: (التين) مسجد أصحاب الكهف، و (الزيتون): مسجد إيلياء. وقيل:

(التين) مسجد نوح الذي بناه على الجودي، و (الزيتون) مسجد بيت المقدس. هذا؛ ويجوز أن

<<  <  ج: ص:  >  >>