والكاف مفعول به. {الصّاعِقَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{قُلْتُمْ} فهي في محل جرّ مثلها. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال. ({أَنْتُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {تَنْظُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الكاف الواقعة مفعولا به، والرابط: الواو، والضمير، وجوز اعتبارها معترضة في آخر الكلام، ومستأنفة.
الشرح:{ثُمَّ بَعَثْناكُمْ} أي: أحييناكم من بعد موتكم. قال قتادة: ماتوا، وذهبت أرواحهم، ثم ردّوا لاستيفاء آجالهم، وأرزاقهم، ولإظهار آثار قدرة الله، ولو ماتوا بآجالهم؛ لم يحيوا إلى يوم القيامة. وكان موتهم عقوبة، ومنه قوله في الآية رقم [٢٤٣]: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ}. هذا؛ وبقي تكليفهم على الأصحّ، لئلا يخلو عاقل من تعبّد، وانظر إحياء الموتى في الآية رقم [٧٣] الآتية.
{ثُمَّ:} حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور: التشريك في الحكم، والتّرتيب، والمهلة؛ وفي كلّ منها خلاف مذكور في مغني اللبيب، وقد تلحقها تاء التأنيث السّاكنة، كما تلحق «ربّ» و «لا» العاملة عمل ليس، فيقال:«ثمّت، وربّت، ولات»، والأكثر تحريك التاء معهنّ بالفتح، هذا و {ثُمَّ} هذه غير «ثمّ» بفتح الثاء، فإنها اسم يشار به إلى المكان البعيد، كما في قوله تعالى في سورة (الشعراء) رقم [٦٤] وهي ظرف لا يتصرف، ولا يتقدّمه حرف التنبيه، ولا يتّصل به كاف الخطاب، وقد تتصل به التاء المربوطة، فيقال:(ثمّة).
الإعراب:{ثُمَّ:} حرف عطف. {بَعَثْناكُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية، معطوفة على جملة:{فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ} في الآية السابقة. {مِنْ بَعْدِ} متعلقان بالفعل قبلهما، و {بَعْدِ} مضاف، و {مَوْتِكُمْ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر الميمي لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: من بعد إماتتنا إيّاكم. {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٥٢].
الشرح:{وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ:} سترناكم بالسّحاب الرّقيق من حرّ الشمس، وكان هذا في التّيه. و {الْغَمامَ:} جمع: غمامة، كسحابة، وسحاب. وقال الفرّاء: ويجوز: غمائم، وهي السّحاب؛ لأنها تغمّ السماء، أي: تسترها، وكل مغطّى مغموم، ومنه المغمى على عقله. روي: