للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {ناصِرِينَ:} مبتدأ مؤخر مرفوع محلا، مجرور لفظا، وإن اعتبرت (ما) نافية حجازية عاملة عمل «ليس»، فالإعراب لا يخفى، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، على الوجهين المعتبرين فيها، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦)}

الشرح: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} أي: صدق إبراهيم برسالته لما رأى معجزاته، وذلك حين رأى النار عليه بردا وسلاما. والمراد: التصديق كما ذكرت، وأما في أصل التوحيد؛ فإنه كان مؤمنا، موحدا؛ لأن الأنبياء لا يتصور فيهم الكفر. ولوط هو ابن أخي إبراهيم، كما ذكرته لك فيما مضى.

{وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي} أي: إلى حيث أمرني ربي. قال النخعي، وقتادة: هاجر إبراهيم من كوثا-وهي قرية من سواد العراق-. إلى حران، ثم إلى الشام، ومعه ابن أخيه لوط، بن هاران بن تارح، وامرأته سارة، وهي بنت عمه، وهو أول من هاجر من أرض الكفر. قال مقاتل: هاجر إبراهيم، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: الذي قال ذلك إنما هو لوط، وليس بشيء يعتد به. {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ:} القوي القاهر الذي يمنعني من أعدائي. {الْحَكِيمُ:} الذي لا يأمرني إلا بما فيه صلاحي، والذي لا يفعل إلا ما فيه الحكمة.

الإعراب: {فَآمَنَ:} الفاء: حرف عطف. (آمن): فعل ماض. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {لُوطٌ:} فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (قال...) إلخ لا محل لها مثلها. {وَقالَ:} الواو: حرف عطف. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى (إبراهيم) على المعتمد. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. {مُهاجِرٌ:} خبر (إن)، وفاعله ضمير مستتر تقديره: «أنا». {إِلى رَبِّي:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مُهاجِرٌ} وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {إِنِّي مُهاجِرٌ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ إِنِّي..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِنَّهُ:}

حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {هُوَ:} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه توكيد للضمير المنصوب على المحل. والثاني: أنه ضمير فصل لا محل له من الإعراب، وعليهما ف‍: {الْعَزِيزُ} خبر أول ل‍: (إن)، و {الْحَكِيمُ} خبر ثان. والثالث: أن الضمير مبتدأ، و {الْعَزِيزُ} خبر أول له، و {الْحَكِيمُ} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ تعليلية، وهي في محل نصب مقول القول أيضا. هذا؛ وقال ابن هشام في المغني الفصل أرجحها، والابتداء أضعفها، ويختص بلغة تميم، والتوكيد سكت عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>