للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّ كل واحد منها يقع على التثنية، والجمع، وكثيرا ما يعود الضمير عليه مفردا نظرا للفظه، وكثيرا ما يعود عليه الضمير نظرا لمعناه مذكرا، أو مؤنثا، مفردا، أو مثنى، أو مجموعا، مثل الألفاظ: كل، وأي، ومن، وما. و «كم» تكون خبرية، واستفهامية، انظر أوجه الاتفاق، والافتراق بينهما في كتابنا: «فتح القريب المجيب» موجز الكلام على «كم» والله ولي التوفيق.

الإعراب: {وَكَمْ:} (الواو): حرف استئناف. (كم): خبرية بمعنى كثير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {مِنْ:} حرف جر صلة. {مَلَكٍ:} تمييز منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {فِي السَّماواتِ:}

جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة {مَلَكٍ}. {لا:} نافية. {تُغْنِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {شَفاعَتُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة. {شَيْئاً:}

مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{إِلاّ:} حرف حصر. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال. {أَنْ يَأْذَنَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن»، والمصدر المؤول منهما في محل جر بإضافة بعد إليه. {اللهُ:} فاعله. {لِمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

{يَشاءُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى الله، والجملة الفعلية صلة (من) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: للذي، أو لشخص يشاء الإذن له، ويرضاه له أيضا. {وَيَرْضى:}

الواو: حرف عطف. (يرضى): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله) أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (٢٧)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} يعني: الكفار الذين أنكروا البعث، والحساب، والجزاء. {لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى} أي: بتسمية الأنثى، حيث قالوا: إنهم بنات الله، وهم بنو مليح، وكانوا يعبدون الملائكة، قال تعالى في سورة (الصافات) رقم [١٥٠] موبخا، ومؤنبا لهم:

{أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ} وانظر ما ذكرته في سورة (الطور) رقم [٣٩].

فإن قيل: كيف يصح أن يقال: إنهم لا يؤمنون بالاخرة، مع أنهم كانوا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وكان من عادتهم أن يربطوا مركوب الميت على قبره زعما منهم أنه يحشر عليه؟! أجيب بأنهم ما كانوا يجزمون، بل كانوا يقولون: لا حشر، ثم يقولون: وإن كان؛ فلنا شفعاء. بدليل أنه تعالى حكى عنهم: {وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى} رقم [٥٠] من سورة (فصلت)، وحكاه الله عنهم بقوله: {وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً} رقم [٣٧] من سورة (الكهف). وأيضا كانوا لا يؤمنون

<<  <  ج: ص:  >  >>