للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماء السابعة، ومرتفعة أيضا في الدرجات، والأبنية، والأشجار. {قُطُوفُها:} جمع: قطف بكسر القاف، بمعنى: مفعول، كالذبح بمعنى: المذبوح، وهو ما يجنيه الجاني من الثمار، وأما القطف بالفتح فالمصدر، والقطاف بالفتح والكسر، وقت القطف. انتهى. جمل نقلا من الخطيب. {دانِيَةٌ} أي: قريبة التناول، يتناولها القائم، والقاعد، والمضطجع. قال تعالى في سورة (الرحمن): {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ}.

الإعراب: {فَهُوَ:} (الفاء): حرف استئناف. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ {فِي عِيشَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {راضِيَةٍ:} صفة {عِيشَةٍ}. {فِي جَنَّةٍ:}

بدل مما قبلهما بدل بعض من كل، أو هما متعلقان بمحذوف خبر ثان. {قُطُوفُها:} مبتدأ، وها في محل جر بالإضافة. {دانِيَةٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية ل‍: {جَنَّةٍ،} أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. والجملة الاسمية: {فَهُوَ..}.

إلخ استئنافية لا محل لها.

{كُلُوا وَاِشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيّامِ الْخالِيَةِ (٢٤)}

الشرح: {كُلُوا وَاشْرَبُوا..}. إلخ وقال تعالى في سورة الأعراف رقم [٤٣]: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ،} وقال جل ذكره في سورة (الزخرف) رقم [٧٢]: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ،} وقال تعالى في سورة (السجدة) رقم [١٩]: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} أي: بسبب أعمالهم، وليس المراد السبب الحقيقي حتى يخالف نص الحديث الشريف، وفحوى هذا: أن نص الآيات جميعا يفيد أن دخول الجنة مسبب عن الأعمال الصالحة، والرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لن يدخل أحدا عمله الجنة».

قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: «ولا أنا؛ إلا أن يتغمدني الله بفضله، ورحمته، فسددوا وقاربوا». أخرجه البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه-. والجمع بين هذه الآيات، والحديث الشريف: أن محمل الآيات على أن منازل الجنة إنما تنال بالأعمال؛ لأن درجات الجنة متفاوتة بحسب تفاوت الأعمال، وأن محمل الحديث الشريف على أصل دخول الجنة. فإن قيل: آية (السجدة) صريحة بأن دخول الجنة أيضا بالأعمال. أجيب بأنه لفظ مجمل بينه الحديث الشريف، والتقدير: ادخلوا منازل الجنة، وقصورها بما كنتم تعملون، وليس المراد أصل الدخول، أو المراد: ادخلوها بما كنتم تعملون مع رحمة الله، وتفضله عليكم؛ لأن اقتسام منازل الجنة برحمته، وكذا أصل دخولها، حيث ألهم العاملين ما نالوا به ذلك، ولا يخلو شيء من مجازاته لعباده من رحمته، وفضله، لا إله إلا هو، له الملك وله الحمد. انتهى. حاشية الشنواني على مختصر ابن أبي جمرة. ومعنى {هَنِيئاً:} لا كدر، ولا تنغيص فيه، وقيل: مأمون العاقبة من

<<  <  ج: ص:  >  >>