للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوف على ما قبله. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة (أثقالا). و {مَعَ} مضاف، و {أَثْقالَهُمْ} مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {وَلَيُسْئَلُنَّ:} الواو: حرف عطف. (ليسألن): معطوف على الفعل: (ليحملنّ)، فهو مثله، مع ملاحظة: أنه مبني للمجهول، والواو نائب فاعله. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {عَمّا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (ليسألن)، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية. فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍: (عن). {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة: {يَفْتَرُونَ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: ليسألن عن الذي، أو: عن شيء كانوا يفترونه. هذا؛ وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر ب‍: (عن)، التقدير: ليسألن يوم القيامة عن افترائهم.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤)}

الشرح: لقد شرح الله لنا في سورة (الأعراف) وفي سورة (هود) قصة نوح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-شرحا وافيا وكافيا، وذكرها في سورة (الشعراء) باختصار، ولم يخل الله سورة من سور القرآن من ذكره إلا القليل منها؛ وقد عد المرحوم عبد الوهاب النجار السور التي ورد فيها ذكر نوح ثلاثا وأربعين سورة، وعمل لها جدولا، مع عدد الآيات التي ذكر فيها بكل سورة جزاه الله خيرا! وقال: ذكرت قصة نوح مفصلة في سورة (الأعراف) وسورة (هود) وسورة (الشعراء) وسورة (القمر) وسورة (نوح) وهي مختلفة اللفظ بحسب ما تكون العناية موجهة نحوه من البيان. انتهى. بتصرف. وهذا؛ أنا ذا أذكر لك ما يتعلق بهاتين الآيتين، فأقول وبالله التوفيق:

قيل: إن اسمه الأصلي: السكن، سمي بذلك؛ لأن الناس سكنوا إليه بعد آدم. فهو الأب الثاني لهم بعده، وقيل: إن اسمه: عبد الغفار، وسمي نوحا لكثرة نوحه على نفسه، وهو ابن لمك بن متوشلخ، وقال النجار (نوح بن لامك، بن متوشالح) بن أخنوخ، وهو إدريس النبي، ابن يارد، بن مهلئيل، بن قينان، بن أنوش، بن شيث، بن آدم أبي البشر، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام. هذا؛ وذكر المرحوم النجار: أن آدم عاش في الأرض تسعمائة وثلاثين عاما، وأن المدة بين وفاة آدم وولادة نوح مائة وستة وعشرون عاما.

واختلفوا في سبب نوحه، فقيل: لدعوته على قومه بالهلاك. وقيل: لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان. وقيل: لأنه مر بكلب مجذوم، فقال له: اخسأ يا قبيح! فأوحى الله إليه: أعبتني أم عبت الكلب؟! وهو أول رسول بعث بشريعة بعد آدم، وهو أول نذير على الشرك، وأنزل الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>