للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة إلى الضمير، وفي إعرابه وجهان: أحدهما: مبتدأ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره، فيتكون جملة اسمية في محل رفع خبر المبتدأ: {ما} والثاني على أنه بدل من {ما،} فيبقى: {لِذُكُورِنا} خبرها. (إن): حرف شرط جازم. {يَكُنْ:} مضارع ناقص مجزوم ب‍ (لم)، واسمه يعود إلى ما يوجد في بطون الأنعام. {مَيْتَةً:} خبره، وقرئ «(ميتة)» بالرفع، وهو على اعتبارين: أولهما: اعتباره اسما ل‍: {يَكُنْ} والخبر محذوف، التقدير: وإن يكن هناك ميتة، وثانيهما اعتبار الفعل تامّا، وميتة فاعله، كما قرئ «(تكن)» بالتاء، ورفع ميتة، ونصبها، والإعراب يكون على الوجهين مثل قراءته بالياء بلا فارق. والجملة الفعلية على جميع وجوه الإعراب لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَهُمْ:}

الفاء: واقعة في جواب الشرط. (هم): مبتدأ. {فِيهِ:} متعلقان بمحذوف حال من:

{شُرَكاءُ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» {شُرَكاءُ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. والجملة الشرطية معطوفة على جملة: (قالوا...) إلخ. {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية السابقة، وهي مستأنفة لا محل لها. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {حَكِيمٌ عَلِيمٌ:}

خبران لها، والجملة الاسمية تعليلية، أو مستأنفة لا محل لها على الوجهين.

{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ اِفْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠)}

الشرح: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ:} المراد بهم العرب الذين قتلوا بناتهم مخافة الفقر، والعار؛ الذي يتسبب عن السبي، ونحوه. وخسارتهم كانت في الدنيا باعتبار السعي في نقص عددهم، وإزالة ما أنعم الله به عليهم. وفي الآخرة باستحقاق العذاب الأليم. هذا؛ وقد قرئ: «قتلوا» بالتشديد، والتخفيف.

هذا؛ وهل كان قتل الأولاد يقتصر على البنات، أم يتعدى إلى الذكور؟ المعروف: أن عامتهم كانوا يكرهون البنات، وإن الكثير منهم يئدون البنات؛ حتى نتج عن ذلك نقص في الإناث في بعض القبائل، ولذا اضطر الواحد منهم إلى الزواج من قبيلة أخرى. وأما قتل الذكور؛ فكان قليلا جدّا، وكان لا يقع إلا في حالات شدة المعيشة، والفقر، والضيق؛ لأنهم كانوا يتكثرون بالذكور، ويعتزون بهم، كما هو معروف، ومشهور. {سَفَهاً:} جهلا، والسفاهة هي الخفة، والجهالة المذمومة، وسبب هذه السفاهة هو قلة العلم، بل عدمه؛ لأن الجهل كان هو الغالب عليهم قبل بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولذا سموا: جاهلية. هذا؛ وسفه نفسه: استمهنها، وأذلها، واستخف بها،

<<  <  ج: ص:  >  >>