خبر كان، وعلى قراءتها بالرفع، فهي فاعل: {كانَتْ،} على اعتبارها بمعنى حصلت، ووقعت.
{واحِدَةً:} صفة: {صَيْحَةً} على القراءتين. {فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ:} انظر الآية رقم [٢٩] ففيها الكفاية.
{لَدَيْنا:} ظرف مكان متعلق بما بعده، منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء، لاتصاله ب: (نا) التي هي ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {مُحْضَرُونَ:} صفة {جَمِيعٌ} مرفوع إلخ، والجملة الفعلية: {إِنْ كانَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)}
الشرح: {فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً} أي: ففي ذلك اليوم يوم القيامة، لا تظلم نفس شيئا بنقص ثوابها، أو بزيادة وزرها، سواء أكانت هذه النفس برة، أو فاجرة. {وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ..}. إلخ: أي: لا تجزون إلا بأعمالكم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وهذا حكاية لما سيقال لهم في الآخرة حين يرون العذاب المعد لهم، تحقيقا للحق، وتصديقا للوعيد، والوعد، وتقريعا لهم.
الإعراب: {فَالْيَوْمَ:} الفاء: حرف استئناف. (اليوم): ظرف زمان متعلق بالفعل بعده.
{لا:} نافية. {تُظْلَمُ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {نَفْسٌ:} نائب فاعله. {شَيْئاً:}
مفعول به ثان، أو هو نائب مفعول مطلق. والجملة الفعلية: {فَالْيَوْمَ..}. إلخ، مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {تُجْزَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله. {إِلاّ:} حرف حصر. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية. فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها. والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: إلا الذي، أو:
شيئا كنتم تعملونه. وعلى اعتبار {ما} مصدرية، تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: إلا عملكم. هذا؛ وأجيز اعتبار {ما} على جميع الوجوه فيها منصوبة بنزع الخافض، التقدير: إلا بما كنتم تعملون، وهو كثير في القرآن الكريم، وجملة:
{وَلا تُجْزَوْنَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
{إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥)}
الشرح: {إِنَّ أَصْحابَ..}. إلخ: {فِي شُغُلٍ} أي: بما هم فيه من اللذات، والنعيم عن الاهتمام بأهل المعاصي، ومصيرهم إلى النار، وما هم فيه من أليم العذاب، وإن كان فيه أقرباؤهم، وأهلوهم، وقال ابن كيسان: مشغولون في زيارة بعضهم بعضا. وقيل: مشغولون في ضيافة الله تعالى، وروي: أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين عبادي الذين أطاعوني،