للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{غَيْرَ:} مفعول به ثان، و {غَيْرَ} مضاف، و {الْأَرْضُ} مضاف إليه. (السموات): معطوف على الأرض، وجملة: {تُبَدَّلُ..}. إلخ في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. (برزوا): ماض والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على سابقتها، فهي في محل جر مثلها وأجاز أبو البقاء الاستئناف، والحالية على تقدير «قد» قبلها، وكلاهما ضعيف. {الْواحِدِ:} صفة لفظ الجلالة، {الْقَهّارِ:} صفة ثانية، أو هما بدلان من لفظ الجلالة على اعتبارهما من الأسماء الحسنى، وهو المعتمد. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٤٩)}

الشرح: {وَتَرَى:} انظر إعلال {نَرى} في الآية رقم [٢٧] من سورة (هود) عليه السّلام.

{الْمُجْرِمِينَ:} الكافرين، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٣] {يَوْمَئِذٍ:} انظر شرحه في الآية رقم [٦٦] من سورة (هود). {مُقَرَّنِينَ:} قرن بعضهم مع بعض بحسب مشاركتهم في العقائد والأعمال، لقوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ،} أو قرنوا مع الشياطين، لقوله تعالى: {اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} أي: قرناءهم من الشياطين، أو قرنوا مع ما اكتسبوا من العقائد الزائغة، والملكات الباطلة، لقوله تعالى: {وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ..}. إلخ، أو المعنى: قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال، ومعنى {مُقَرَّنِينَ:} مشدودين في الأصفاد، وهي الأغلال والقيود، واحدها: صفد، وصفد، ويقال: صفدته صفدا؛ أي: قيدته، والاسم الصّفد، فإذا أردت التكثير قلت: صفّدته تصفيدا، وأصفدته إصفادا: أعطيته. وقيل: صفدته، وأصفدته جاريان في القيد والإعطاء جميعا، فالصّفد: العطاء؛ لأنه يقيّد ويعبد، قال أبو الطيب: [الطويل]

وقيّدت نفسي في ذراك محبّة... ومن وجد الإحسان قيدا تقيّدا

الإعراب: {وَتَرَى:} الواو: حرف عطف. (ترى): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {الْمُجْرِمِينَ:} مفعول به منصوب... إلخ.

{يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وإذ ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والتنوين عوض عن جملة محذوفة، تضاف إذ إليها في الأصل، فإن الأصل يوم إذ ينزل بهم العذاب الأليم، والعقاب الشديد، فحذفت الجملة الفعلية، وعوض عنها التنوين، وكسرت (إذ) لالتقاء الساكنين كما كسرت في (صه) و (مه) عند تنوينهما. {مُقَرَّنِينَ:} حال من المجرمين منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {فِي الْأَصْفادِ:} متعلقان ب‍: {مُقَرَّنِينَ}.

وقيل: بمحذوف حال من الضمير المستتر فيه. وقيل: بمحذوف صفة له، وكلاهما ضعيفان، وجملة: {(تَرَى...)} إلخ معطوفة على جملة: {تُبَدَّلُ الْأَرْضُ..}. إلخ، فهي في محل جر مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>