الإعراب:{وَإِذْ:} الواو: حرف عطف. ({إِذْ}): ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، أو هو مفعول به لهذا المقدّر. انظر الشرح. والجملة المقدرة معطوفة على مثلها فيما سبق.
{قَتَلْتُمْ:} فعل وفاعل. {نَفْساً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جرّ بإضافة ({إِذْ}) إليها. (ادارأتم): فعل وفاعل. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها.
{فِيها:} متعلقان بما قبلهما. {وَاللهُ:} الواو: واو الحال. ({اللهُ}): مبتدأ، {مُخْرِجٌ} خبره، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل نصب حال من تاء الفاعل، والرابط: الواو، والضمير. وقال أبو البقاء: معترضة بين ما قبلها، وبين ما بعدها. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ل {مُخْرِجٌ}. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَكْتُمُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، وهو العائد، أو الرابط ل {ما} والجملة الفعلية في محل نصب خبر:
{كُنْتُمْ} وهذه الجملة صلة {ما} أو صفتها. هذا؛ واعتبار {ما} مصدرية فيه ضعف. تأمل، وتدبّر، وربك أعلم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلّم.
الشرح:{فَقُلْنا اضْرِبُوهُ} أي: القتيل: ببعضها: ببعض لحم البقرة بعد ذبحها، لا على تعيين شيء منها، فيحيا، ويخبركم عن قاتله. فضربوه، فحيي، وقال: قتلني فلان ابن أخي.
{كَذلِكَ..}. إلخ. أي: إحياء الناس بعد موتهم، وبعثهم للحساب شبيه بإحياء تلك النفس التي ضربت ببعض البقرة، و {الْمَوْتى} جمع: ميت، ويجمع أيضا على «أموات» وعلى «ميتون» قال تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم في سورة (الزمر) رقم [٣٠]: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}. {وَيُرِيكُمْ آياتِهِ} أي:
يريكم دلائل قدرته؛ لتتدبروا، ولتفكروا، وتعلموا: أنّ الله على كل شيء قدير. {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: تفهمون، فتمتنعون عن عصيانه، ومخالفة أمره. وعقلت نفسي عن كذا، أي: منعتها منه.
تنبيه: ذكر الله تعالى إحياء الموتى في هذه السورة الكريمة في خمسة مواضع: الأول: في قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} الآية رقم [٥٦]. الثاني: في هذه القصة: {فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها}. الثالث: في قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف؛ فقال لهم الله:{مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ} الآية رقم [٢٤٣] الآتية. الرابع: في قصة عزيز في قوله تعالى: {فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} الآية رقم [٢٥٩] الآتية. الخامس: في قصة إبراهيم على نبينا وعليه ألف صلاة وألف سلام في قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى} الآية رقم [٢٦٠] الآتية.