الإعراب:{لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وبعضهم يعتبرهما متعلقين بمحذوف حال من:{فاكِهَةٌ} كان نعتا له، فلما قدم عليه صار حالا. وبعضهم لا يجيز مجيء الحال من المبتدأ. {فاكِهَةٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية يجوز فيها ما جاز بالجملة:{عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ} من أوجه. {وَلَهُمْ:}
الواو: حرف عطف. (لهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: ولهم الذي، أو: شيء يدعونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، التقدير: ولهم ادعاؤهم. والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
{سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)}
الشرح:{سَلامٌ..}. إلخ: يعني: سلم الله عز وجل عليهم. روى البغوي بإسناد الثعلبي عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بينما أهل الجنة في نعيمهم؛ إذ سطع لهم نور، فرفعوا رءوسهم فإذا الرّبّ عزّ وجلّ قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السّلام عليكم يا أهل الجنة! فذلك قوله عز وجل: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ينظر إليهم، وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم، ما داموا ينظرون إليه، حتى يحتجب عنهم، فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم». أخرجه ابن أبي حاتم، قال ابن كثير: وفي إسناده نظر، ورواه ابن ماجة في كتاب السنة من سننه.
وقيل: تسلم الملائكة عليهم من ربهم. وقيل: تدخل الملائكة على أهل الجنة من كل باب، يقولون: سلام عليكم من ربكم الرحيم، وهذا صريح قوله تعالى في سورة (الرعد): {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ} وقال تعالى في الآية رقم [١٠] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ}. وقال تعالى في الآية رقم [٤٤] من سورة (الأحزاب): {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ}.
الإعراب:{سَلامٌ:} بدل من {ما} في الآية السابقة، والتقدير: ولهم سلام. ويجوز أن يكون صفة ثانية لها، على اعتبارها موصوفة، التقدير: ولهم شيء يدعونه مسلّم. ويجوز أن يكون خبرا لها، و (لهم) ظرف ملغى. هذا؛ وقرأ ابن مسعود، وأبيّ وغيرهما:(سلاما) بالنصب، وعليه فهو مفعول مطلق، عامله محذوف. أو: هو حال في معنى مسلّما، أو: ذا سلامة، وصاحب: الحال ما، أو «من» العائد عليها المحذوف. هذا؛ وزيد في قراءته بالرفع