للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)}

الشرح: {حَتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ..}. إلخ: الكلام على حذف مضاف؛ إذ المراد:

سد يأجوج... إلخ و {حَتّى إِذا..}. إلخ: هذا الكلام متعلق ب‍: (حرام)، أو بمحذوف دل الكلام عليه، أو ب‍: {لا يَرْجِعُونَ} أي: يستمر الامتناع، أو الهلاك، أو عدم الرجوع إلى قيام الساعة، وظهور أماراتها، ومنها فتح سد يأجوج، ومأجوج. هذا؛ وقرئ (فتحت) بالتخفيف، والتشديد، و (يأجوج) و (مأجوج) بهمز وبدونه، انظر الآية [٩٤] وما بعدها من سورة (الكهف) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك، ويقر عينك. {وَهُمْ:} المراد: قوم يأجوج، ومأجوج، وقيل: المراد جميع الناس. {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: من كل شرف، والحدب: ما ارتفع من الأرض، والجمع: أحداب. مأخوذ من حدبة الظهر، والمراد: التلال والآكام. {يَنْسِلُونَ:} يخرجون، أو يقبلون، أو يسرعون. أقوال. والمعنى متقارب.

تنبيه: قد ثبت: أن لقيام القيامة علامات، وهي صغرى، وكبرى، فالصغرى قد ظهر جميعها، كقبض العلم الشرعي، وتقارب الزمان، وفيض المال، وكثرة الزلازل، وكثرة القتل، وتطاول البدو في البنيان، وكثرة الفجور، والفسوق، وغير ذلك مما هو واقع، ومشاهد الآن.

أما العلامات الكبرى؛ فخذها مما يلي: عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع علينا النبي صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذاكرون؟». قالوا: نذكر الساعة، قال: «إنّها لن تقوم حتّى تروا قبلها عشر آيات». فذكر الدّخان، والدّجال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم. أخرجه مسلم انتهى. خازن. أقول: ما ذكر في الحديث الشريف بعضه من علاماتها، وبعضه من مبادئها، كخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك يغلق باب التوبة، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، انظر الآية رقم [١٥٨] من سورة (الأنعام) وانظر الآية [٤٩].

الإعراب: {حَتّى:} حرف ابتداء. {إِذا:} انظر الآية رقم [٣٦] {فُتِحَتْ:} ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {يَأْجُوجُ:} نائب فاعله. {وَمَأْجُوجُ:} معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على القول المشهور المرجوح، وفي جوابها وجهان:

أحدهما: أنه محذوف، فقدره أبو إسحاق: قالوا: يا ويلنا. وقدره غيره: فحينئذ يبعثون. وقوله:

{فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ} في الآية التالية معطوف على هذا المقدر. والثاني: أن جوابها الفاء في قوله: {فَإِذا هِيَ}. قاله الحوفي، والزمخشري، وابن عطية. انتهى. جمل. و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. هذا؛ ويعتبر الأخفش {حَتّى} في مثل هذه الآية جارة ل‍: {إِذا،}

<<  <  ج: ص:  >  >>