للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسماء المتعاطفة فيها صفة، وموصوفة. {فِي رَقٍّ:} متعلقان ب‍: {مَسْطُورٍ}. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {عَذابَ:} اسم {إِنَّ} وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَواقِعٌ:} (اللام): هي المزحلقة.

(واقع): خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية جواب القسم الأول وما عطف على المعتمد. {ما:}

نافية. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {دافِعٍ:}

مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائدة، والجملة الاسمية، قيل: مستأنفة. وقيل: صفة ل‍: (واقع) والأجود القول بأنها مفسرة ل‍: (واقع). وقيل: مفعول به ل‍: (واقع) وهو ضعيف جدا. وقيل: خبر ثان ل‍: {إِنَّ}. ولا بأس به.

{يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣)}

الشرح: {يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً:} المراد به يوم القيامة، وتمور: تدور كدوران الرحى، وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة. قاله أبو عبيدة، والأخفش، وأنشد للأعشى من معلقته رقم [٣]: [البسيط] كأنّ مشيتها من بيت جارتها... مرّ السّحابة، لا ريث ولا عجل

وقيل: تتحرك، وتختلف أجزاؤها بعضها من بعض، وتضطرب. وانظر سورة (الملك) رقم [١٦]. {وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً} أي: تزول عن أماكنها، وتصير هباء منثورا، قال تعالى في سورة (القارعة): {وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ،} وقال تعالى في سورة (طه): {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً..}. إلخ. قال الخازن: والحكمة في مور السماء، وتسيير الجبال، الإنذار والإعلام بأن لا رجوع، ولا عود إلى الدنيا، وذلك؛ لأن الأرض والسماء وما بينهما من الجبال، والبحار، وغير ذلك إنما خلقت لعمارة الدنيا، وانتفاع بنى آدم بذلك، فلما لم يبق لهم عود إليها، أزالها الله تعالى، وذلك لخراب الدنيا، وعمارة الاخرة. {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:} المعنى: الويل، والعذاب الشديد في يوم القيامة لمن يكذب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولا يعتقد بالإسلام، وتعاليمه.

{الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ} أي: يخوضون في الباطل، ففيه استعارة لا تخفى؛ لأن الأصل في الخوض أن يكون في الماء. {يَلْعَبُونَ:} غافلون لاهون مما يراد بهم، ولكنهم يندمون، ويتحسرون، كما ذكر الله عنهم في سورة (المدثر) قولهم: {وَكُنّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ} وهذا يكون منهم {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء). {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} أي: يدفعون دفعا بعنف، وجفوة في جهنم، وذلك أن خزنة جهنم يغلون أيدي الكفار إلى أعناقهم، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ويدفعون بهم دفعا إلى النار على

<<  <  ج: ص:  >  >>