{وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {اللهُ:}
اسمها. {لِيُعْجِزَهُ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، والهاء مفعول به. {مِنْ:} حرف جر صلة. {شَيْءٍ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صفة {شَيْءٍ}. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية، أو صلة لتأكيد النفي. {فِي الْأَرْضِ:}
معطوف على ما قبله، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بلام الجحود، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} التقدير: وما كان الله مريدا لإعجازه عن شيء. والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: معطوفة على ما قبلها، والأول أقوى معنى، وأتم سبكا. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كانَ} ماض ناقص، واسمها يعود إلى الله. {عَلِيماً قَدِيراً:} خبران ل: {كانَ،} والجملة الفعلية خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:
{إِنَّهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي تعليل للتقرير المذكور في أول الآية.
الشرح:{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِما كَسَبُوا:} من المعاصي، والسيئات، واقتراف المحرمات، والمنكرات، وفي سورة (النحل) آية رقم [٦١]{بِظُلْمِهِمْ} بدل: {بِما كَسَبُوا}.
{ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ} أي: على ظهر الأرض، والمراد: من دابة كافرة. وقيل:
المعنى: أنه لو أهلك الآباء بكفرهم لانقطع النسل، ولم توجد الأبناء، فلم يبق على وجه الأرض أحد، قال تعالى في سورة (الكهف) رقم [٥٨]: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ..}. إلخ وفي الكلام استعارة حيث شبه الأرض بدابة تحمل على ظهرها أنواع المخلوقات، ثم حذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الظهر بطريق الاستعارة المكنية، ومثله قول أبي ذؤيب الهذلي: وإذا المنية... إلخ. {وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ} أي: يمهلهم كرما، وفضلا، وحلما. {إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى:} هو وقت انتهاء آجالهم. وانقضاء أعمارهم. {فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ} يعني: وقت انتهاء آجالهم. {فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً} أي: كان، ولم يزل كائنا خبيرا بأعمال عباده، بصيرا بجميع حركاتهم وسكناتهم، لا تخفى عليه خافية من جميع أحوالهم، بصيرا بمن يستحق العقوبة، والعذاب، ومن يستحق الأجر، والثواب.
هذا؛ وقد قال تعالى هنا:{إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} ومثله في سورة (النحل) رقم [٦١] وغيرها كثير، وقال تعالى في هذه السورة رقم [١٣]: {لِأَجَلٍ مُسَمًّى} وغيرها أيضا كثير، فإن قلت: أهو من