الإعراب:{وَأَنَّهُمْ:} الواو: حرف عطف. (أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها.
{ظَنُّوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {كَما:} الكاف: حرف تشبيه، وجر. و (ما): مصدرية. {ظَنَنْتُمْ:} فعل، وفاعل، و (ما) والفعل (ظنّ) في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، التقدير: ظنوا ظنا كائنا مثل ظنكم، وهذا ليس مذهب سيبويه، وإنما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم، وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأن حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها. {أَنْ:} مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، التقدير: أنه. {لَنْ:} حرف ناصب. {يَبْعَثَ:} فعل مضارع منصوب ب: (لن). {اللهُ:} فاعله. {أَحَداً:} مفعول به، وجملة:{لَنْ يَبْعَثَ..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و {أَنْ} المخففة واسمها المحذوف، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي الظن، والمسألة من باب التنازع؛ لأن {ظَنُّوا} يطلب مفعولين، و {ظَنَنْتُمْ} كذلك، وهو من إعمال الثاني للحذف من الأول، أو من إعمال الأول للحذف من الثاني، والأول أولى عند الكوفيين لسبقه، والثاني أولى عند البصريين لقربه، قال ابن مالك رحمه الله في ألفيته:[الرجز]
إن عاملان اقتضيا في اسم عمل... قبل فللواحد منهما العمل
والثّاني أولى عند أهل البصره... واختار عكسا غيرهم ذا أسره
وجملة:{ظَنُّوا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، والمصدر المؤول؛ والأحرى: والكلام:
(أنهم ظنوا...) إلخ معطوف على ما قبله على الوجهين المعتبرين فيه.
الشرح:{وَأَنّا لَمَسْنَا السَّماءَ} أي: قصدنا، وطلبنا السماء، كما جرت عادتنا باستراق السمع، فاللمس مستعار للطلب، يقال: لمسه والتمسه، وتلمسه، كطلبه، واطلبه، وتطلبه، قال الشاعر وهو يزيد بن الحكم الكلابي:[الطويل]
مسسنا من الآباء شيئا وكلّنا... إلى نسب في قومه غير واضع
{فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً} أي: حفظة من الملائكة، جمع: حارس، مثل: ركب جمع راكب، وخدم جمع خادم، ولذلك وصف ب:(شديد) لو ذهب إلى معناه؛ لقيل: شدادا، مثل قولنا: السلف الصالح، بمعنى الصالحين. (شهبا): جمع شهاب، وهو انقضاض الكواكب المحرقة لهم، وجمع الحرس: أحراس. قال امرؤ القيس في معلقته رقم [٣٢] -وهو الشاهد رقم [٤٧٢] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]