للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ و {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان مضاف لظرف آخر، التنوين فيه ينوب عن جملة محذوفة دلّت عليها الغاية، فإنّ الأصل: يوم إذ جئنا من كل أمة بشهيد... إلخ، و (إذ) مضافة لهذه الجملة، فحذفت الجملة الفعلية، وعوّض عنها التنوين، وكسرت الذال لالتقاء السّاكنين، كما كسرت في (صه، ومه) عند تنوينهما، ومثل ذلك قل في: حينئذ، وساعتئذ، ونحوهما.

الإعراب: {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلّق بالفعل بعده. وقيل: متعلّق ب‍ {شَهِيداً} قبله، وإذ ظرف لما مضى من الزّمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين. {يَوَدُّ} فعل مضارع. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{كَفَرُوا:} ماض وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلّق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، وجملة: {يَوَدُّ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها على تعليق الظرف ب‍ {يَوَدُّ،} وصفة له على تعليقه بما قبله. {وَعَصَوُا:} فعل ماض مبني على فتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعله، وحركت بالضم لالتقاء الساكنين، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصّلة، لا محلّ لها مثلها. {الرَّسُولَ:} مفعول به. {لَوْ:} حرف مصدري.

{تُسَوّى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.

{بِهِمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الْأَرْضُ:} نائب فاعل، و {لَوْ} المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ل‍ {يَوَدُّ}. {وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}):

نافية. {يَكْتُمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {حَدِيثاً:}

مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة لا محلّ لها. انظر الشرح، وجوز أبو البقاء اعتبارها حالا من واو الجماعة، ويكون الرّابط: الواو، والضمير.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣)}

الشرح: وجه اتصال الآية بما قبلها: أنّ الله تعالى قال: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ثمّ ذكر بعد الإيمان الصّلاة التي هي رأس العبادات، ولذلك يقتل تاركها. ولا يسقط فرضها بحال من الأحوال، بل يجب أن تؤدّى بقدر الإمكان.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ: خصّ الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذا الخطاب؛ لأنّهم كانوا يقيمون الصّلاة، وقد أخذ بعض الصحابة من الخمر، وأتلفت عليهم عقولهم، فخصّوا بهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>