للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {ما:} نافية. {يُقالُ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {لَكَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {إِلاّ:} حرف حصر. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع نائب فاعل. {قَدْ:} حرف تحقيق، يقرب الماضي من الحال. {قِيلَ:}

ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى: {ما،} وهو العائد، أو الرابط. {لِلرُّسُلِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ قَبْلِكَ:} متعلقان بمحذوف حال من: (الرسل)، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة: {ما،} أو صفتها. هذا؛ وعلى الاستفهام ف‍: {ما} مبتدأ، ونائب الفاعل يعود إليها، والجملة الفعلية في محل رفع خبرها، و {ما} الثانية في محل رفع بدل من الأولى، ولكن المعنى ركيك على الاستفهام، والجملة سواء أكانت فعلية، أم اسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: في محل رفع خبر: {إِنَّ} في الآية السابقة. وهو ضعيف.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسم: {إِنَّ،} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَذُو:} اللام: المزحلقة. (ذو): خبر {إِنَّ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (ذو) مضاف، و {مَغْفِرَةٍ} مضاف إليه، و (ذو عقاب): معطوف على ما قبله. {أَلِيمٍ:} صفة: {عِقابٍ}. هذا؛ والجملة الاسمية: {إِنَّ رَبَّكَ..}. إلخ بدل من: {ما} وصلتها، وجاز إسناد {يُقالُ} إلى الجملة، كما جاز في: {وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها} رقم [٣٢] من سورة (الجاثية). هذا كله إن كان المعنى: ما يقول الله لك إلا ما قد قيل، فأما إن كان المعنى: ما يقول لك كفار قومك من الكلمات المؤذية إلا مثل ما قد قال الكفار الماضون لأنبيائهم-وهو الوجه الذي بدأ به الزمخشري-فالجملة استئناف. انتهى. مغني اللبيب بتصرف.

{وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤)}

الشرح: {وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا} أي: ولو جعلنا هذا الكتاب الذي تقرؤه يا محمد على الناس، وعلى قومك أعجميا بغير لغة العرب. ويظهر: أن هذا جواب لقولهم: هلا نزل القرآن بلغة العجم؟! {لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ} أي: بينات بلغتنا، فإننا عرب، لا نفهم الأعجمية! فبين:

أنه أنزله بلسانهم؛ ليتقرر به معنى الإعجاز؛ إذ هم أعلم الناس بأنواع الكلام نظما، ونثرا، وإذا عجزوا عن معارضته؛ كان من أدل الدليل على أنه من عند الله. ولو كان بلسان العجم؛ لقالوا:

لا علم لنا بهذا اللسان. وإذا ثبت هذا؛ ففيه دليل على أن القرآن عربي، وأنه نزل بلغة العرب، وأنه ليس أعجميا، وأنه إذا نقل عنها إلى غيرها لم يكن قرآنا. انتهى. قرطبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>