للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخرون: لا يحتاج إلى مفعول؛ لأن الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول. وملخص كلام السمين: أن المفعول الأول محذوف، والمسألة من باب التنازع، تنازع: {أَرَأَيْتُمْ} وفعل الشرط في: {سَمْعَكُمْ..}. إلخ، وكلاهما يطلبه مفعولا له، فحذف المفعول الأول، وأعمل: {أَخَذَ} في {سَمْعَكُمْ}. وأما المفعول الثاني ل‍ {أَرَأَيْتُمْ} فهو الجملة الاستفهامية. خذ هذا؛ وأرى أن الفعل:

{أَرَأَيْتُمْ} معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وأن الجملة الاسمية: {مَنْ إِلهٌ..}. إلخ سدت مسد مفعوليه، وما بينهما كلام معترض لا محل له، ولا حاجة إلى هذا التكلف، والتعسف.

{إِنْ:} حرف شرط جازم. {أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ:} انظر إعراب مثله في الآية رقم [٤٠]. وجملة:

{وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ} معطوفة على ما قبلهما لا محل له مثلها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {إِلهٌ:} خبره. {غَيْرُ:}

صفة {إِلهٌ،} و {غَيْرُ:} مضاف، و {اللهُ:} مضاف إليه. {يَأْتِيكُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى إله، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ، أو في محل رفع صفة ثانية ل‍: {إِلهٌ} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم، والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال معنى الاستفهام، وهو أرجح الأقوال الثلاثة. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والضمير يعود إلى ما أخذ، وختم عليه، أو إلى أحد هذه المذكورات، وحذف ما يعود إلى الآخرين اكتفاء به.

والجملة الاسمية: {مَنْ إِلهٌ..}. إلخ في محل نصب سدت مسد مفعولي: {أَرَأَيْتُمْ} أو هي مفعوله الثاني على نحو ما رأيت فيما تقدم، والجملة الشرطية: {إِنْ أَخَذَ..}. إلخ معترضة بينهما، وجملة: {أَرَأَيْتُمْ..}. إلخ: في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {اُنْظُرْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {كَيْفَ:} اسم استفهام وتعجب مبني على الفتح في محل نصب حال عامله ما بعده. {نُصَرِّفُ:} مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «نحن». {الْآياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة الفعلية: {نُصَرِّفُ الْآياتِ} في محل نصب سدت مسد مفعول انظر المعلق عن العمل، وجملة: {اُنْظُرْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {يَصْدِفُونَ} مع المتعلق المحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية: {كَيْفَ نُصَرِّفُ..}. إلخ فهي داخلة مثلها في المفعولية.

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظّالِمُونَ (٤٧)}

الشرح: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ:} انظر الشرح الوافي لهذا الكلام في الآية

<<  <  ج: ص:  >  >>