للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقدير: تذودان أغنامهما. وانظر ما ذكرته الآية رقم [٩] من سورة (الزمر) عن ابن هشام فهو جيد إن شاء الله. والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {اِمْرَأَتَيْنِ،} وجملة: {وَوَجَدَ..}. إلخ معطوفة على جواب (لما)، لا محل لها مثلها. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (موسى). {لَمّا:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {خَطْبُكُما:} خبر المبتدأ، وبعضهم يعتبره مبتدأ مؤخرا، و (ما) خبرا مقدما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم، والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَتا:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، وحركت بالفتح لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين التي هي فاعله. {لا:} نافية. {نَسْقِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، ومفعولاه محذوفان، التقدير: لا نسقي أغنامنا الماء، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة.

{يُصْدِرَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» المضمرة بعد {حَتّى}. {الرِّعاءُ:} فاعله، ومفعوله محذوف إن كان من الرباعي؛ و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جرّ ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {وَأَبُونا:} والواو: واو الحال. (أبونا):

مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {شَيْخٌ:} خبر المبتدأ. {كَبِيرٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل: {نَسْقِي} المستتر، والرابط: الواو، والضمير، وجملة:

{قالَتا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤)}

الشرح: {فَسَقى لَهُما:} أغنامهما ماء رحمة بهما، وشفقة عليهما، واختلف كيف كان سقيه لأغنامهما، قيل: اقتلع صخرة كانت على رأس بئر أخرى، كانت بقربهما لا يطيق رفعها إلا جماعة من الناس، وقيل: زاحم القوم، ونحاهم عن البئر، وسقى لهما الغنم، وقيل: لما فرغ الرعاء من السقي غطوا رأس البئر بحجر، لا يرفعه إلا عشرة نفر، فجاء موسى، فرفع الحجر وحده، ونزع دلوا واحدا، ودعا فيه بالبركة، وسقى الغنم، فرويت.

{ثُمَّ تَوَلّى إِلَى الظِّلِّ} أي: عدل، ومال إلى أصل شجرة من شجر الطلح، فجلس في ظلها من شدة الحر، وهو جائع، وفيه دليل على جواز الاستراحة في الدنيا؛ حتى من كثرة العبادة، فكيف بمن يشقى، ويركض في الدنيا ليلا ونهارا في جمع حطامها الفاني، بخلاف ما يقوله بعض المتقشفة: ولما طال عليه البلاء أنس بالشكوى؛ إذ لا نقص في الشكوى إلى المولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>