نصب مقول القول، أو هي نفسها في محل رفع نائب فاعل، كما رأيت، فتكون على الحكاية، وهو المعتمد، وجملة:{قِيلَ..}. إلخ لا محل لها... إلخ. {فَارْجِعُوا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط، والجملة:(ارجعوا) في محل جزم جواب الشرط... إلخ، و (إن) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {أَزْكى:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها. {لَكُمْ:} متعلقان ب: {أَزْكى}. {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {بِما:} متعلقان ب: {عَلِيمٌ} بعدهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية. فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي، أو بشيء تعملونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: الله عليم بعملكم، والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محل لها.
الشرح: روي: أن بعض المسلمين لما نزلت آية الاستئذان السابقة تعمق في الأمر، فكان لا يأتي موضعا خربا، ولا مسكونا إلا سلم، واستأذن، فنزلت هذه الآية، حيث أباح الله تعالى فيها رفع الاستئذان في كل بيت، لا يسكنه أحد؛ لأن العلة إنما هي لأجل خوف الكشفة على الحرمات، فإذا زالت العلة زال الحكم. انتهى. قرطبي.
هذا؛ والمراد بالبيوت غير المسكونة كالربط، والمدارس، والخانات المعدة لنزول المسافرين، والحوانيت المعدة للبيع والشراء، والمحلات المعدة لقضاء الحاجة من بول، وغائط، والفنادق المعدة لنوم الغرباء، وإيوائهم مع العلم أنه لا يجوز دخول غرفة من غرف الفندق حتى يعلم، ويتأكد: أنه ليس فيها أحد؛ لأن من المعلوم أن كثيرا من الغرباء يكونون مع أزواجهم، مصطحبين لهنّ في سفرهم.
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ:} إثم، ومؤاخذة. {فِيها مَتاعٌ لَكُمْ} أي: استمتاع كالاستكنان من الحر والبرد، وإيواء الأمتعة، والجلوس للمعاملة. وقيل: المراد لكم فيها أمتعة كالحقيبة ونحوها مما يصطحبه المسافر في سفره. {وَاللهُ يَعْلَمُ..}. إلخ: فيه وعيد، وتهديد لمن يدخل مدخلا لفساد، أو بقصد تطلع على عورات، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{لَيْسَ:} ماض ناقص. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {جُناحٌ:} اسم ليس مؤخر، والمصدر المؤول من:{أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} في محل جر بحرف جر